حصار خانق على مدن مالي الكبرى يشل الحياة ويهدد بانهيار النظام
الحصار تسبب في شح حاد للوقود وتوقف الخدمات

تشهد مالي منذ مطلع سبتمبر 2025 أزمة خانقة غير مسبوقة، إثر حصار واسع تفرضه جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، على عدد من المدن الكبرى وفي مقدمتها العاصمة باماكو، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وتوقف شبه كامل للأنشطة الحيوية، بما في ذلك التعليم والنقل.
وأكدت مصادر محلية أن الجماعة المتشددة كثّفت هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة، مستهدفة الشاحنات التجارية والعسكرية، ما تسبب في مقتل وأسر عشرات الجنود والسائقين، إضافة إلى حرق مئات شاحنات الوقود، ومنع وصول الإمدادات الغذائية إلى المدن الجنوبية والغربية من البلاد.
الحصار تسبب في شح حاد للوقود، حيث تمتد طوابير المنتظرين للحصول عليه لعدة كيلومترات، بعد أن أغلقت الجماعة جميع منافذ الإمداد القادمة من السنغال وكوت ديفوار وغينيا، ضمن خطة تهدف إلى خنق النظام المالي بقيادة العقيد أسيمي غويتا.
توقف العملية التعليمية بالكامل، وتعطّل شبكات النقل البري
تداعيات الحصار شملت توقف العملية التعليمية بالكامل، وتعطّل شبكات النقل البري، فيما دعت 14 دولة غربية وآسيوية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا مواطنيها إلى مغادرة مالي فورًا، ووضعتها على قوائم الدول المحظور السفر إليها.
وبسبب تلك التطورات فان الأوضاع الإنسانية تتفاقم بسرعة في المدن والأرياف على حد سواء، مع نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع مستويات المخاطر الأمنية على الطرق المؤدية إلى المدن الكبرى مثل سيغو وباماكو.
كما ادت التطورات الى توقف العديد من الدوائر الرسمية عن العمل بسبب نفاد الوقود، وسط تحذيرات من أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى انفجار شعبي أو تحرك عسكري جديد داخل أروقة السلطة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي وتردي الخدمات الأساسية.



