تحذيرات من انهيار شامل في ليبيا وسط غياب البدائل الفاعلة

ليبيا 24
حذر محلل سياسي من أن ليبيا تشهد واحدة من أخطر مراحلها التاريخية، حيث تتجه البلاد بسرعة نحو منحدر خطير يهدد بانهيار كامل في جميع القطاعات، وسط غياب أي بدائل حقيقية قادرة على وقف هذا التدهور.
تدهور غير مسبوق
في تحليل مفصل نشره عبر منصاته الاجتماعية، أشار المحلل سليمان البيوضي إلى أن ليبيا تعيش أسوأ أوضاعها على الإطلاق على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأكد أن البلاد “تنحدر بسرعة نحو انهيار كارثي” في ظل تفكك مؤسسات الدولة وانتشار ثقافة النهب المنظم، حتى أصبح الفساد – وفق وصفه – “ممارسة طبيعية في الحياة العامة”.
غياب الرقابة والمحاسبة
ولم يقتصر التحذير على الجانب السياسي فقط، بل امتد ليشمل غياب آليات الرقابة والمحاسبة، حيث أشار البيوضي إلى تقارير غير منشورة تثبت تفاقم الأزمة. وأكد أن استمرار هذا الوضع يعني تفككاً كاملاً لدعائم الدولة الأساسية.
أزمة المعارضة والبدائل
وفي جانب آخر من التحليل، أبرز البيوضي أن المشكلة لا تكمن في غياب الحكم الرشيد فحسب، بل تمتد أيضاً إلى غياب معارضة سياسية فاعلة تمتلك خططاً وبرامج ومشاريع بديلة. وأوضح أن المشهد الحالي يعاني من استقطاب حاد ترتبط دوافعه بـ”الغنيمة لا الوطن”، مما يحول دون وجود بدائل يمكن الاعتماد عليها لوقف الانهيار أو الحد من تداعياته.
شباب الأمل
رغم هذه الصورة القاتمة، أشار التحليل إلى بارقة أمل تمثلت في التجمع الشبابي الضخم الذي شهدته العاصمة، حيث وصفه البيوضي بأنه “انجاز وطني خاص” سيكون له أثر مباشر في تغيير قناعات الكثيرين ومواقفهم. مؤكداً أن هذا الحشد كسر الحواجز وأنهى سياسة “الجزر المعزولة” التي عاشها الليبيون طويلاً.
ختم البيوضي تحليله بتحية لكل من رفع صوته خلال “سنوات الجمر” ضد دعاة الموت وأنصار البغي، معتبراً أن ما يحدث الآن يمثل رسالة أمل ووحدة للوطن. محذراً في الوقت نفسه من أن استمرار الوضع الراهن دون حلول جذرية سيدفع البلاد نحو مصير مجهول.



