ليبيا

تركيا تعزز تعاونها العسكري مع شرق ليبيا.. زيارة صدام حفتر لأنقرة مؤشر على تحولات استراتيجية

صدام حفتر زار أنقرة للمرة الثالثة خلال أقل من عامين، والثانية خلال شهور

شهدت العلاقات التركية الليبية تحولات لافتة، مع زيارة نائب قائد الجيش الوطني الليبي، صدام حفتر، إلى أنقرة، في ثالث زيارة له خلال أقل من عامين، والثانية خلال شهور قليلة.

تأتي هذه الزيارة في إطار خطوات متسارعة لتعزيز التعاون العسكري بين تركيا وشرق ليبيا، بعد فترة طويلة من تركيز أنقرة دعمها على حكومة غرب ليبيا.

وترتبط هذه التحركات بجهود دبلوماسية بدأت منذ عام 2021 لتخفيف حدة التوتر، الناتج عن الدعم التركي المطلق لحكومة طرابلس، وتوقيع تفاهمات عسكرية وأمنية في مجالات مختلفة، بما فيها الطاقة.

زيارات متعددة لوفود رسمية

وقد انعكس التقارب التركي مع شرق ليبيا في زيارات متعددة لوفود رسمية، توجت بلقاءات رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان عامي 2022 و2023، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا عام 2020.

وتأتي زيارة صدام حفتر في سياق سلسلة لقاءات رسمية عقدها مع وزير الدفاع التركي يشار غولر، والرئيس الأسبق للقوات البرية التركية ورئيس الأركان الحالي سلجوق بيرقدار أوغلو، لمناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني، ودعم الاستقرار في ليبيا والمنطقة.

وصول السفينة الحربية التركية «تي جي جي كينالي آدا» إلى ميناء بنغازي

وقد سبق هذه الزيارة لقاء رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين مع القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، في بنغازي، بالإضافة إلى وصول السفينة الحربية التركية «تي جي جي كينالي آدا» إلى ميناء بنغازي، في مؤشر على عمق العلاقات البحرية بين البلدين.

أردوغان يكشف عن نهج بلاده الجديد في التعامل مع ليبيا

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تصريحات سابقة على نهج بلاده الجديد في التعامل مع ليبيا، مشددًا على أهمية إرساء حوار بناء بين الشرق والغرب، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وسلامتها السياسية.

كما أشار إلى أن تركيا تطمح في تعزيز العملية السياسية من خلال انتخابات نزيهة وشفافة، مع دعم الشعب الليبي في مواجهة أي محاولات لعرقلة الاستقرار، واعتبر مصادقة حكومة بنغازي على مذكرة التفاهم الخاصة بترسيم الحدود البحرية الاقتصادية، الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني السابقة، مكسبًا كبيرًا على الصعيد القانوني الدولي.

تأتي هذه التحركات في وقت يتجه فيه الشرق الليبي إلى فتح قنوات تعاون أوسع مع تركيا، ما يعكس تحولا استراتيجيا مهمًا في سياسة أنقرة الإقليمية تجاه ليبيا، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى