البركي: العصيان المدني يبدأ من معاقل الدبيبة لفرض الانتخابات
البركي: آن أوان تحرك شعبي ضدّ معرقلي الاقتراع وفي مقدمتهم الدبيبة
ليبيا 24:
البركي: العصيان المدني يجب أن ينطلق من مناطق نفوذ الدبيبة لإنهاء تعطيل الانتخابات
أكدت الإعلامية والباحثة في شؤون الأمن والهجرة ريم البركي أن الظروف السياسية الراهنة في ليبيا باتت تفرض ضرورة اللجوء إلى العصيان المدني كوسيلة سلمية لإجبار الأطراف المعرقلة على الانصياع للمسار الانتخابي، مشيرة إلى أن الشعوب غالبًا ما تتجه لهذه الخطوة عندما تستنفد كل الطرق القانونية والسياسية التقليدية.
وفي منشور مطوّل عبر فيسبوك، أوضحت البركي أن العصيان المدني كان ولا يزال بالنسبة لها خيارًا مطروحًا منذ عام 2022، لكنه اليوم أصبح أقرب إلى ضرورة سياسية.
الدبيبة هو المعرقل.. والعصيان يجب أن يبدأ من مناطقه
وأوضحت البركي أن عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية في طرابلس، هو الطرف الذي يعرقل الاستحقاق الانتخابي ويمنع الليبيين من الوصول إلى صناديق الاقتراع.
وفي المقابل، تشير البركي إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر والحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد، لا تُشكل أي عائق أمام الانتخابات، بل تعلن استعدادها الدائم لتمكين الاستحقاق متى تم الاتفاق عليه.
وتشدّد البركي على أن العصيان المدني، حتى يحقق تأثيرًا فعليًا، يجب أن ينطلق من المناطق التي تُعطّل الانتخابات داخل طرابلس وغرب ليبيا، حيث تقع المؤسسات الحكومية التابعة للدبيبة، بينما تتولى بقية المدن التضامن معها لتعظيم الضغط السياسي.
العصيان المدني يشمل كل القطاعات باستثناء الأمن والصحة
وترى البركي أن حصر العصيان المدني في قطاع التعليم فقط لا يحقق الغاية المرجوة، مؤكدة أن الخطوة يجب أن تشمل جميع القطاعات المدنية والخدمية، مع استثناء الأمن والصحة لتجنب تعطيل المرافق الحيوية وحماية الأرواح.
وتذهب أبعد من ذلك، مؤكدة أن انخفاض الازدحام الناتج عن الإضراب الشامل يمكن استثماره في تسريع وتيرة مشاريع إعادة الإعمار، إذ سيوفر بيئة مناسبة لمرور المعدات والآليات والعمالة الأجنبية دون عوائق.
إطار نظري وتاريخي لفعل العصيان المدني
وتقدّم البركي في منشورها قراءة موسعة لمفهوم العصيان المدني، بوصفه فعلاً سلميًا يواجه السلطة الظالمة عبر الامتناع الجماعي عن الامتثال لقراراتها. وتستعرض جذور المفهوم منذ الإغريق وصولًا إلى الفيلسوف الأميركي هنري ديفيد ثورو الذي صاغ المصطلح في مقالته الشهيرة عام 1849.
كما استعرضت ستة معايير أساسية تجعل العصيان المدني فعلًا مشروعًا ومؤثرًا: أن يكون قرارًا مسؤولًا، خاليًا من المصالح الشخصية، جماعيًا، سلميًا بالكامل، معلنًا وشفافًا، وأن يأتي بعد استنفاد الوسائل القانونية.
درس من تجارب الشعوب
وتختتم البركي بأن تجارب العالم أثبتت قدرة العصيان المدني على إحداث تغييرات كبرى في مواجهة الظلم أو الاحتلال أو الأنظمة السلطوية، مؤكدة أن الليبيين يمتلكون اليوم فرصة لإعادة توجيه مسار بلدهم عبر خطوة سلمية موحدة تتجاوز الانقسام وتستند إلى مبدأ حق الشعب في تقرير مستقبله.



