ليبيا

عبد الهادي الحويج: ليبيا لا تقبل أن تكون “شرطيّا لأوروبا” في البحر المتوسط

الحويج يؤكد أمن ليبيا مرتبطًا بجوارها ويدعو لإصلاح المنظومة الدولية

ليبيا 24

شارك وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، الدكتور عبد الهادي الحويج، في فعاليات منتدى ميدايز الدولي لعام 2025، المنعقد بمدينة طنجة المغربية تحت رعاية الملك محمد السادس.

وجاءت مشاركة الحويج بدعوة من معهد أماديوس، حيث قدّم خلال المنتدى رؤى وتصورات ليبيا بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها ملف الهجرة والأمن في منطقة البحر المتوسط والساحل الإفريقي.

وفي مداخلته خلال المائدة المستديرة الرفيعة المستوى بعنوان: “الهجرة والأمن في عالم مُنقسم: تعزيز التعاون الدولي والإقليمي”، أكد الوزير أن ملف الهجرة غير النظامية يحتل مكانة استراتيجية بالنسبة لليبيا، التي تُعد دولة عبور أساسية بحكم موقعها الجغرافي ومسؤولياتها في حماية أمن البحر المتوسط.

وشدد على أن ليبيا لا يمكن أن تقبل بالقيام بدور “شرطي أوروبا” في البحر المتوسط، مؤكداً رفض ليبيا القاطع لأي مساعٍ تستهدف توطين المهاجرين داخل أراضيها، لما يمثله ذلك من تهديد مباشر للأمن القومي والمصالح الوطنية.

وأوضح الحويج أن معالجة مسألة الهجرة تتطلب رؤية شاملة تتجاوز المقاربات الأمنية الضيقة، وتشمل تعزيز التنمية، وتطوير الشراكات بين دول المصدر والعبور والمقصد. كما استعرض الجهود المكثفة التي تبذلها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية في تأمين الحدود المشتركة، والتصدي لشبكات التهريب والاتجار بالبشر، مشيراً إلى أن هذه الجهود أسهمت في الحد من تدفقات المهاجرين وتحسين الوضع الأمني في المنطقة.

وتوقف الوزير عند مخرجات المؤتمرين الإفريقي–الإفريقي والإفريقي–الأوروبي حول الهجرة، وأكد أن مواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود تتطلب تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وإيجاد حلول واقعية تستند إلى التعاون المشترك والحلول التنموية.

كما قدّم إحاطة وافية حول إعلان بنغازي بشأن الهجرة، الذي يجسد رؤية ليبية متكاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، ووضع آليات فعالة للتعاون الإقليمي والدولي.

وفي جلسة أخرى ضمن المنتدى بعنوان: “النقاط الساخنة: فهم تعقيدات منطقتي الساحل والبحيرات العظمى”، ألقى الوزير مداخلة بحضور شخصيات رفيعة المستوى، من بينها وزير خارجية النيجر، إلى جانب خبراء ومسؤولين معنيين بقضايا الأمن الإقليمي.

وأكد الحويج أن أمن ليبيا الوطني مرتبط بشكل وثيق بأمن الجوار الجنوبي، وأن ما تشهده مناطق الساحل والبحيرات العظمى من توترات ينعكس مباشرة على ليبيا.

ونوّه بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة الليبية في تأمين الحدود الجنوبية الشاسعة، والتصدي للتهديدات المتعددة، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر. كما ذكّر بأن ليبيا خاضت خلال عملية الكرامة معركة حقيقية لتحرير مدنها من التنظيمات الإرهابية، بعدما كانت الرايات السوداء ترفرف في بنغازي ودرنة وسرت قبل أن تتمكن القوات المسلحة من تحرير الأرض والمواطن.

وأكد الحويج أن ليبيا اليوم تخوض معركة جديدة لا تقل أهمية، وهي معركة البناء، والإعمار، والمصالحة الوطنية، مع ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية.

وأشار إلى أن الأمن الإقليمي لن يتحقق إلا بإطلاق منظومة جديدة من التعاون الإفريقي–الإفريقي تقوم على المسؤولية المشتركة.

ودعا الوزير إلى إصلاح منظومة الأمم المتحدة ومنح إفريقيا مقعدًا دائمًا في مجلس الأمن، بما يتناسب مع وزنها الجيوستراتيجي ودورها المتنامي. واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية التنسيق الجماعي في مواجهة التحديات المتصاعدة، بما يعزز الأمن والتنمية والاستقرار في المنطقة على المديين القريب والبعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى