ليبيا

حماد يؤكد في ذكرى الاستقلال ضرورة استعادة القرار الوطني الليبي وبناء دولة قوية

رئيس الحكومة يشدد على السيادة وبناء دولة قوية واحترام الإرادة الشعبية

ليبيا 24

وجّه رئيس الحكومة الليبية، الدكتور أسامة حماد، كلمة بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال ليبيا، هنّأ فيها أبناء الشعب الليبي كافة، مستحضرًا عظمة هذه المناسبة الوطنية التي شكّلت محطة مفصلية في تاريخ البلاد، ورسخت إرادة جيلٍ آمن بالسيادة، ودافع عن حقه في بناء دولة تقوم على العدالة والقانون والمؤسسات. وأكد حماد أن ذكرى الاستقلال ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي التزام دائم تجاه تضحيات الآباء المؤسسين الذين انتزعوا استقلالهم بإرادتهم الحرة ودون وصاية أو إملاءات خارجية.

وأضاف أن الاستقلال الذي تحقق عام 1951 بعد نضال طويل وباعتراف دولي واسع، لم يكن منحة، بل ثمرة كفاح وتضحية، ما يفرض على الليبيين اليوم مسؤولية مواصلة بناء الدولة بروح الوحدة الوطنية نفسها التي جمعت الآباء. وعبّر عن أسفه لأن بعثة الأمم المتحدة، التي أوكلت إليها مهمة دعم الاستقرار منذ أكثر من عقد، لم تنجح في أداء دورها، بل أسهمت – بحسب قوله – في تعقيد المشهد السياسي وإطالة أمد الأزمة، الأمر الذي أدى إلى تآكل القرار الوطني وتكريس الارتهان لإرادات خارجية، وهو ما يتعارض كليًا مع مبادئ الاستقلال التي دفع الليبيون ثمنها غاليًا.

وفي السياق ذاته، دعا المجتمع الدولي إلى مراجعة جادة وشفافة لدوره في ليبيا، مشددًا على أن استمرار التدخلات الخارجية وفرض المسارات السياسية الجاهزة التي لا تنبع من توافق ليبي – ليبي، لم يحقق سوى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار، بل أضعف فرص بناء مؤسسات قوية قادرة على حماية سيادة البلاد وتمكينها من تقرير مصيرها بعيدًا عن الضغوط الدولية.

وأكد حماد أن حكومته تجدد في هذه المناسبة التزامها بالمضي في مسيرة الإعمار والتنمية، والعمل على ترسيخ دولة القانون وتعزيز المؤسسات الوطنية، بما يعيد للدولة حضورها وقدرتها على خدمة المواطن. كما شدد على أن الاستحقاقات الانتخابية حق أصيل للشعب الليبي، وأن الحكومة تدعم إجراءها وتوفّر كل الإمكانات لضمان نجاحها، بما يتيح للمواطنين اختيار ممثليهم، سواء على المستوى الرئاسي أو التشريعي، عبر انتخابات نزيهة تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية.

وختم رئيس الحكومة كلمته بالتأكيد على أن بناء الدولة الحديثة يبدأ من احترام السيادة وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الجهود، معتبرًا أن الليبيين قادرون، بروح الاستقلال ذاتها، على تجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل لبلادهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى