عربى

المجاعة في غزة.. كارثة إنسانية تتفاقم وسط عجز دولي

الاحتلال الإسرائيلي ملزم بتأمين الحاجات الأساسية للسكان

دخل قطاع غزة رسميًا في مرحلة “المجاعة الكارثية”، وفق ما أعلنه برنامج الأمم المتحدة للتصنيف المرحلي للأمن الغذائي، في بيان يؤكد أن أكثر من مليوني إنسان باتوا يواجهون خطر الموت جوعًا نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان جيريمي لورانس شدد على أن المجاعة “نتيجة مباشرة لأفعال إسرائيل المتعمدة”، معتبرًا أن استخدام التجويع كأداة حرب يعد جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي. وأكد ضرورة اتخاذ إسرائيل إجراءات عاجلة للسماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية دون قيود.

تقصير الاحتلال ومسؤولية المجتمع الدولي

القرار الأممي، رغم تأخره، يُعد خطوة فريدة في توصيف ما يجري في غزة، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي، بوصفه السلطة القائمة بموجب القانون الدولي، ملزم بتأمين الحاجات الأساسية للسكان وتقاعسه عن ذلك يفرض على المجتمع الدولي التدخل استنادًا إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن حماية الشعوب من الانتهاكات مسؤولية جماعية.

ومع استمرار الحصار ونفاد المواد الغذائية الأساسية وانهيار المنظومة الصحية، يواجه سكان غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. وبينما تتصاعد التحذيرات من موت الآلاف جوعًا ومرضًا، يقف المجتمع الدولي عاجزًا أمام انسداد الأفق السياسي والقانوني، في ظل استخدام التجويع كسلاح لإخضاع المدنيين.

المجاعة في غزة لم تعد مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة حرب موثقة، وامتحان حقيقي لمدى قدرة العالم على تطبيق القوانين التي وضعها لحماية الشعوب من الفناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى