ليبيا

بين طرابلس وبنغازي.. 48 ساعة تكشف التناقضات الأمنية والسياسية في ليبيا

طرابلس: تصاعد المخاوف مع تعدد الحوادث الأمنية

لم تمر 48 ساعة على العاصمة طرابلس إلا وقد سجلت ثلاث حوادث أمنية متتالية، ما أثار قلق الشارع الطرابلسي من تدهور الوضع الأمني. هذه الحوادث، وإن اختلفت في تفاصيلها، إلا أنها عكست حجم التحديات التي تواجه المدينة في ظل تفاقم الخروقات الأمنية، واستمرار حالة الانفلات التي تؤثر على حياة المواطنين واستقرارهم.

الشارع اليوم يطرح أسئلة مشروعة.. من يملك زمام المبادرة لوقف هذه الانتهاكات؟ وهل تستطيع السلطات المحلية إعادة الثقة في قدرتها على فرض النظام وضمان أمن الناس؟

بنغازي: وجهة الوفود الدولية

في المقابل، بدت مدينة بنغازي، وتحديداً مقر القيادة العامة في الرجمة، مسرحاً لحراك دولي لافت خلال نفس الفترة الزمنية، حيث شهدت لقاءات متزامنة مع وفود من مصر، تركيا، فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، ما يعكس ثِقل المدينة كمركز لصنع القرار العسكري والسياسي في البلاد.
هذه التحركات ليست مجرد زيارات بروتوكولية، بل تحمل رسائل واضحة عن رغبة الأطراف الدولية في تثبيت حضورها ضمن المشهد الليبي، والتقارب مع قيادة الجيش الوطني باعتباره الرقماً الاساسي في المعادلة.

دلالات التناقض

الفارق بين مشهد طرابلس وبنغازي خلال نفس الـ48 ساعة يكشف عن مفارقة عميقة ففي الغرب المواطن يترقب بقلق متزايد نتيجة هشاشة الوضع الأمني وتكرار الحوادث بينما في الشرق فان توافد الوفود الدولية تعكس حالة الاستقرار والاعتراف الدولي بالدور المحوري للجيش وقيادته.

بين القلق والرهان

قد تبدو الصورة قاتمة في طرابلس، لكنها في الوقت ذاته تعكس أهمية الإسراع في معالجة الانفلات الأمني قبل أن يتحول إلى تهديد أكبر للاستقرار. أما في بنغازي، فإن الانفتاح الدولي على الرجمة يعزز مكانة الجيش الليبي كعامل توازن واستقرار في مواجهة الفوضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى