اقتصاد

الفيتوري: سحب العملة إجراء إداري افتقر للتخطيط السليم وسبب ارتباكًا واسعًا

انتقادات لآلية عمل مكاتب الصرافة ومنح نسبة 7%

ليبيا 24:

أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة بنغازي، الدكتور عطية الفيتوري، أن قرار سحب العملة من فئتي العشرين والخمسة دنانير لم يكن خطوة استراتيجية لإعادة هيكلة الكتلة النقدية، بل مجرد إجراء إداري افتقر للتخطيط السليم وأدى إلى ارتباك واسع داخل السوق.

وأوضح الفيتوري في تصريحات إعلامية طالعتها ليبيا 24، أن بعض المصارف التجارية اضطرت إلى إعادة تداول العملة الملغاة، ما يعكس حجم الإرباك الذي أحدثه القرار، مشيرًا إلى أن الخطوة زادت من فقدان الثقة في الدينار وأداء المصرف المركزي، ودَفعت العديد من المواطنين إلى تحويل مدخراتهم إلى العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار.

وأضاف أن سحب العملة جرى دون خطة تدريجية أو طمأنة حقيقية للمواطنين بشأن توفر السيولة، مؤكدًا أن هذا الارتباك ترافق مع خفض قيمة الدينار بنسبة 13.3% في أبريل الماضي دون إعلان رسمي، الأمر الذي زاد من الشكوك لدى المواطنين والمستثمرين.

وحذر الفيتوري من تداعيات هذه السياسات النقدية العشوائية، والتي دفعت كبار المودعين إلى اللجوء للتحويل إلى الدولار أو اليورو في السوق الموازية، ما تسبب في ارتفاع أسعار العقارات والذهب وصعّب على الشباب توفير متطلبات الزواج أو امتلاك مسكن.

كما انتقد بعض الإجراءات الأخيرة، مثل آلية عمل مكاتب الصرافة ومنح نسبة 7%، واصفًا إياها بغير المدروسة، لافتًا إلى أن المصرف المركزي تغوّل على اختصاصات وزارة المالية، خصوصًا فيما يتعلق بصرف المرتبات وإطلاق خدمات مالية من اختصاص الوزارة.

وشدد الفيتوري على ضرورة مراجعة السياسات النقدية وتفعيل أدواتها الأساسية، مثل سعر الفائدة والاحتياطي الإلزامي وسوق الأوراق المالية، داعيًا في الوقت نفسه إلى وضع نظامين واضحين للقطاع المصرفي التقليدي والإسلامي كما هو معمول به في بعض الدول العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى