دولىعربىليبيا

تسويات مرتقبة وضغوط دولية ترفع حرارة الملفات الإقليمية الساخنة

تعرف على آخر وأهم الأحداث في ليبيا والعالم - النشرة الشاملة

تتكثف التطورات محليًا وإقليميًا ودوليًا بوتيرة متسارعة تعيد تشكيل المشهد السياسي والأمني والاقتصادي. في ليبيا، تتقاطع دعوات الاستحقاق الانتخابي مع مساعٍ أممية وعربية لإغلاق حلقات الانتقال، فيما تتجاور ملفات الخدمات والأمن والهجرة غير الشرعية. إقليميًا، تحتدم قضايا المياه والحدود والتوازنات الأمنية، بينما على الساحة الدولية تتقدم تنافسات القوى الكبرى وتذبذبات الأسواق. هذه النشرة تجمع أبرز المستجدات بترتيب تحليلي مختصر وبلغة تضاهي وكالات الأنباء العالمية.

ليبيا: تثبيت المسار السياسي ودرء التدخلات

أكدت جامعة الدول العربية، في دورتها الوزارية، دعم سيادة ليبيا ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الخارجية، مع الدعوة إلى تنفيذ الاتفاق السياسي والذهاب إلى انتخابات شاملة تدعم المصالحة الوطنية وتحمي الأموال الليبية المجمدة. هذه الرسالة تتقاطع مع تحركات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي طرحت خارطة طريق تتضمن ضمانات عملية للالتزام، وأدوات لمساءلة المعرقلين، وإنهاء الحلقات الانتقالية المفتوحة.

وتشدد المقاربة الأممية على حزمة ترتيبات أمنية لإتاحة بيئة انتخابية آمنة، مع إحياء آليات التنسيق الدولي المعنية بالملف الليبي، وتحديدًا إعادة تنشيط لجنة متابعة عملية برلين. وتتمحور الضمانات حول “حوار مهيكل” واسع التمثيل يهدف إلى ربط الأطراف الرئيسية باستحقاقات واضحة، مع الإبلاغ الدوري لمجلس الأمن بشأن التقدم والمعوقات، وطلب التدخل عند الاقتضاء.

تُعلي خارطة الطريق من أولوية تحييد نفوذ التشكيلات المسلحة عن الحكومة المقبلة، بوصفه هدفًا محوريًا لا تفصيلًا ثانويًا. وتشير المقاربة إلى معالجة جذور المشكلة عبر توحيد مؤسسات الأمن والدفاع، وتحديث آليات الرقابة والتنسيق، وفتح بدائل اقتصادية للشباب للحد من قابلية الاستقطاب. ويواكب ذلك تواصل مباشر مع القيادات الأمنية والسياسية لإبعاد التهديد بالقوة عن مجريات العملية السياسية، وتثبيت ترتيبات انتخابية تحظى بالحماية اللازمة.

رسائل الداخل: توحيد المؤسسات والانتقال إلى الانتخابات

على خط المواقف الداخلية، دعت كتلة الإصلاح النيابية إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية والانتقال إلى الانتخابات وتشكيل حكومة موحدة، فيما أكد حراك “ليبيا الوطن” أن أي عملية سياسية لن تنجح دون ملكية ليبية خالصة. ووجّه النائب جاب الله الشيباني انتقادات حادة لرئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، متحدثًا عن إنفاق مليارات في التحشيد للهجوم على طرابلس. بالتوازي، انتقد عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة استبعاد المغرب وموريتانيا من اجتماعات ثلاثية متكررة بين تونس وليبيا والجزائر، محذّرًا من انعكاسات ذلك على التماسك المغاربي وصورة التعاون الإقليمي.

الدبلوماسية والدفاع: تنويع الشراكات والانفتاح الخارجي

في سياق الانفتاح العسكري–الدبلوماسي، برزت زيارة رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن خالد حفتر إلى موسكو، ولقاؤه وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف لبحث المستجدات الإقليمية وآفاق التعاون. تعكس هذه اللقاءات استمرار توظيف ليبيا لشبكات علاقاتها المتعددة في تسليط الضوء على متطلبات الأمن والاستقرار، ضمن توازنات دقيقة بين المسارات السياسية والاحتياجات الدفاعية.

خدمات عاجلة وبنية تحتية: كهرباء وتعليم وصحة وبيئة

على الأرض، تتوالى خطوات حكومية ذات طبيعة خدمية. فقد أُرجئ انطلاق العام الدراسي إلى 21 سبتمبر، مع تنفيذ تدخلات كهربائية عاجلة في شحات والبيضاء بتركيب محولات جديدة، والإعلان عن إصلاح خط الشمال–الجنوب (جهد 220 ك.ف) في زمن قياسي بعد عطل طارئ. كما تتسارع أعمال تطوير جامعة درنة وفق الجداول الزمنية، بالتوازي مع تعزيز الجاهزية الصحية في الكفرة عبر زيارات ميدانية وتقييمات تشغيلية، وإطلاق وزارة البيئة برامج للاقتصاد الدائري بما يعكس توجهًا نحو الاستدامة في الإدارة والموارد. وفي ملف الثروة البحرية، شُكّل فريق للتحقيق في جنوح أربعة حيتان من نوع عنبر على ساحل أجدابيا، في واقعة تستدعي تقييمًا بيئيًا وعلميًا شاملًا.

الهجرة غير الشرعية: إجراءات ميدانية وتنسيق إنساني–أمني

تواصل أجهزة إنفاذ القانون نشاطها، حيث ضبطت ورحّلت مجموعات من المهاجرين غير الشرعيين في درنة، فيما نُقل آخرون مصابون بأمراض وبائية من المرج إلى مركز إيواء قنفودة تمهيدًا لإعادتهم. وفي الجنوب، عُقدت اجتماعات تنسيقية مع ممثلي الجالية النيجيرية لتأطير التعاون الإنساني والأمني، بالتوازي مع تسيير دوريات صحراوية بحوض مرزق لتعزيز أمن الحدود. كما شهدت أجدابيا حملات تفتيش واسعة كشفت مخالفات وتهريب وقود وأغلقت محطات امتنعت عن الخدمة. وعلى صعيد الصحة الوقائية، رُفعت درجة الاستعداد بالكفرة لمواجهة احتمالات انتقال الكوليرا من السودان، ضمن خطة تأهب مبكر.

مساءلة وشفافية: إجراءات من النيابة العامة

قضائيًا، أمر النائب العام بحبس مسؤول الشؤون الإدارية والمالية بالشركة الليبية–السودانية للاستثمار والتنمية على خلفية صرف 748 ألف دولار مقابل معدات أعلاف لم تُسلّم، في خطوة تعكس مسار تشديد الرقابة والمساءلة على المال العام والمعاملات المشتركة.

الإقليم: مياه وحدود وأمن… ملفات لا تهدأ

إقليميًا، عاد ملف سد النهضة إلى الواجهة مع حديث عن وثائق فنية ثنائية بين السودان وإثيوبيا نظمت قواعد الملء والتشغيل دون إشراك مصر، ما أثار تساؤلات حول أمن النيل وتقاسم الأعباء المائية. وفي موازاة ذلك، برزت تحذيرات إسرائيلية من تنامي القدرات العسكرية المصرية، بينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من توجه الجيش الإسرائيلي لاستهداف مزيد من الأبراج الشاهقة في غزة.

على الساحة اللبنانية، رحبت الحكومة بخطة الجيش لحصر السلاح على كامل الأراضي، تزامنًا مع مسيرات لمناصري حزب الله وحركة أمل، وانتشار أمني واسع عند مداخل ضاحية بيروت الجنوبية. وأعلن حزب الله أن لبنان أمام “معضلة سياسية خطيرة” وأن كل الخيارات قيد الدرس.

في سوريا، هزّ انفجار سيارة مدينة حلب وأوقع قتلى ومصابين، فيما أعلنت وزارة الداخلية تفكيك خلية إرهابية يشتبه بضلوعها في اغتيال عناصر أمن واستهداف مواقع عسكرية في طرطوس. وعلى الحدود، نفت الداخلية العراقية وقوع اشتباكات مع سوريا، كما نفت وزارة الموارد المائية العراقية ما تردد عن تلوث مياه الشرب في عدد من المحافظات. وفي اليمن، اتهمت الحكومة جماعة الحوثي بالسعي لتصنيع أسلحة كيميائية، amid تصاعد المخاوف بشأن مسارات الحرب والتهديدات عبر الحدود.

العالم: تنافسات كبرى وتحولات في مراكز القرار

أفادت القيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” بتعرض قوات أميركية وشريكة لنيران غير مباشرة قرب كيسمايو في الصومال، في مؤشر على استمرار مخاطر التهديدات غير المتماثلة في القرن الأفريقي. وفي طهران، انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ما وصفه بصمت الغرب إزاء الترسانة النووية الإسرائيلية، معتبرًا أنه يقوض مصداقية خطاب منع الانتشار.

وفي أميركا اللاتينية، ارتفعت حرارة الملف الفنزويلي مع تقارير عن إرسال قطع بحرية أميركية إلى منطقة الكاريبي قرب فنزويلا، وتلميحات في الإعلام الأميركي حول خيارات تصعيدية، قابلتها تصريحات من الرئيس نيكولاس مادورو باستعداد بلاده لـ“كفاح مسلح” في حال التعرض لهجوم. وعلى خط السياسة الدولية، برزت تصريحات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن قمم دولية وتحركات في دوائر الأمن القومي، وسط جدل واسع حول دلالاتها.

أوروبيًا، شهدت بريطانيا استقالة نائبة رئيس الوزراء وما تلاها من تعديل وزاري شامل أجراه رئيس الحكومة كير ستارمر، فيما أصدر وزير الخارجية البولندي تصريحًا لافتًا دعا فيه أوكرانيا إلى التمركز ضمن “حدود يمكن حمايتها”. آسيويًا، تصاعد التوتر في الاتصالات الدبلوماسية بين الهند والولايات المتحدة، مع تقارير عن غياب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي أفريقيا الاستوائية، لوّحت واشنطن بتخفيف قيود السفر عن نائب رئيس غينيا الاستوائية في إطار مقاربة تستهدف تقليص نفوذ خصومها الدوليين في القارة، فيما استمر الجدل الأخلاقي حول قضايا فساد مزعومة مرتبطة بالنخب الحاكمة هناك.

الاقتصاد: تذبذب شهية المخاطرة بين الذهب والنفط والأسهم

اقتصاديًا، مُنيت معظم البورصات الخليجية بخسائر أسبوعية وسط ضغط من ضعف أسعار النفط، فسجل مؤشرا تاسي والدوحة خسائر متتالية، وامتد الهبوط إلى مؤشري أبوظبي ودبي، بينما واصل الذهب تسجيل مكاسب قوية محققًا أفضل أداء أسبوعي في ثلاثة أشهر. في المقابل، سجّل النفط أول خسارة أسبوعية منذ ثلاثة أسابيع على خلفية توقعات بزيادة المعروض، وتراجع الدولار الأميركي بحدة عقب بيانات ضعيفة للوظائف، ما قلص مكاسب الأسهم الأميركية ودفع نظيرتها الأوروبية للتخلي عن ارتفاعات سابقة.

وفي كندا، لفت رئيس الوزراء إلى صعوبة الاعتماد على الولايات المتحدة كشريك تجاري “موثوق” بالمعنى التقليدي في ظل تغير قواعد التبادل وسلاسل التوريد، وهو تصريح يعكس تبدلًا في مقاربة أوتاوا لشبكات الاعتماد الاقتصادي المتبادل.

الرياضة: تصفيات المونديال تُلهب المدرجات

كروياً، حقق منتخب مصر فوزًا مهمًا على إثيوبيا (2-0) ضمن منافسات الجولة السابعة، فيما انتصر منتخب السنغال على السودان بالنتيجة ذاتها. وفي غرب أفريقيا، تصدرت كوت ديفوار مجموعتها بعد الفوز على بوروندي، بينما واصل منتخب الجابون المطاردة بفارق نقطة واحدة. أوروبيًا، افتتحت فرنسا تصفياتها بفوز على أوكرانيا (2-0)، وسجّل المنتخبان الإيطالي والإيسلندي خماسيتين على إستونيا وأذربيجان تواليًا، لتزدحم قمة المجموعات بنقاط مبكرة مهمة وتبقي المنافسة مفتوحة على مصراعيها.

سباق مفتوح على تشكيل المرحلة المقبلة

تتقاطع خيوط السياسة والأمن والاقتصاد عبر خرائط متغيرة من ليبيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية، فيما تضبط الأسواق إيقاعها على أخبار الطاقة والوظائف والدولار. في هذا السياق، تبدو ليبيا مرشحة لأن تكون عنوان اختبار حقيقي لقدرة الحلول التوافقية على تثبيت الاستقرار، بينما تواصل القوى الكبرى شد الحبال على مسارح متعددة، من الممرات البحرية إلى قاعات التفاوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى