عبد الجليل: إهانة الأطباء محاولة لاستعراض القوة..  بينما يغضّون الطرف عن الفساد الحقيقي

ليبيا 24

أثار وزير الصحة في الحكومة الليبية، عثمان عبد الجليل، جدلاً واسعاً بعد تعليقه على واقعة إهانة الأطباء في مستشفى طرابلس المركزي من قبل رئيس جهاز الرقابة الإدارية، عبدالله قادربوه، والتي وثّقتها مقاطع مصورة انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال عبد الجليل، عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، إن “إهانة الأطباء ليست إصلاحاً، بل هي سلوك يضر بالمنظومة الصحية ويهدم ما تبقى من ثقة بين الطبيب والمجتمع”.

وأضاف أن ما حدث يُمثل إهانة لموظفين عموميين ولأحد أهم المرافق الطبية في البلاد، قائلا: ” من المؤسف أن نرى بعض المسؤولين في الدولة يوجهون سهامهم إلى الطبيب، الأخصائي، ومدير المستشفى، وكأنهم هم السبب الوحيد وراء تردي الخدمات الصحية في البلاد.. يتعاملون معهم باستعلاء، ويهينونهم أمام الناس في محاولة لاستعراض القوة والهيبة، بينما يغضّون الطرف عن الفساد الحقيقي الذي ينخر جسد الدولة”.

وأوضح الوزير أن الأطباء والأطقم التمريضية والإدارية يمثلون خط الدفاع الأول عن صحة المواطنين، ويعملون في ظروف صعبة تتسم بنقص الموارد والإمكانات، ورغم ذلك يبذلون أقصى الجهود لتقديم الرعاية الصحية. وانتقد بشدة ما وصفه باستعلاء بعض المسؤولين على الكوادر الطبية، محمّلاً الفساد المستشري في مؤسسات الدولة المسؤولية عن تردي الخدمات الصحية.

وأشار عبد الجليل إلى أن تحميل الأطباء مسؤولية انهيار القطاع الصحي يُعد تضليلاً للرأي العام، مؤكداً أن السبب الحقيقي يكمن في الفساد الإداري والمالي، وإهدار المال العام من دون محاسبة.

واعتبر أن هذه الممارسات لا تعكس أي جدية في الإصلاح، بل تشكل إساءة بالغة لمهنة الطب وللشرفاء الذين يسهرون على حياة الناس. وشدد على أن المحاسبة الحقيقية يجب أن تبدأ من كشف جذور الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين فيه، داعياً إلى التحلي بالمسؤولية والشفافية في معالجة الأزمات بدلاً من اللجوء إلى استعراض القوة على حساب كرامة الأطباء.