الحكومة الليبية تعزز استقرار شبكتها الكهربائية بمشاريع صيانة وتطوير طموحة بدعم وطني
صندوق التنمية ووزارة الكهرباء ينهيان معاناة سكان بمرج بمحول جديد

إتمام صيانة طارئة واستعادة الكهرباء لمدن الجبل الأخضر.
ليبيا 24
شحات، بنغازي، المرج – السبت 20 سبتمبر 2025
شهدت الأيام القليلة الماضية تحركات مكثفة ومشاريع حيوية على جبهة الكهرباء في المنطقة الشرقيك، أسفرت عن تحقيق استقرار ملحوظ في التغذية لآلاف المواطنين في عدة مدن ومناطق، وذلك في إطار خطة شاملة تدعمها وتشرف عليها حكومة الوحدة الوطنية عبر صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا ووزارة الكهرباء والطاقات المتجددة.
شحات: صيانة استباقية تنقذ “شريان الحياة” للجبل الأخضر من توقف مفاجئ
في عملية وصفت بـ”الحاسمة” للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية في منطقة الجبل الأخضر، أعلنت الجهات المعنية اليوم السبت الانتهاء من أعمال الصيانة الطارئة الشاملة لمحطة “مفترق الطرق” الرئيسية في مدينة شحات، والتي تعمل بجهد 11/66/220 كيلو فولت.
لم تكن الصيانة رفاهية، بل كانت ضرورة فنية عاجلة لتفادي كارثة محتملة. حيث كانت المحطة، التي تمثل عصباً رئيسياً لتغذية مدن بأكملها، تواجه خطر التوقف المفاجئ بسبب تراكم الأتربة والرواسب على مكوناتها الحيوية، وهو ما يهدد بانهيارها وتعطيل الخدمة عن مساحات شاسعة لفترات طويلة.
وبتنسيق دقيق مع مركز التحكم الجهوي الشرقي، تم فصل المحطة عن الشبكة وتأمين موقع العمل بشكل كامل، لتباشر الفرق الفنية التابعة لإدارة النقل أعمالها بدقة عالية ومهنية لافتة. وشملت الأعمال غسيلاً شاملاً وتعقيمًا كاملاً لكافة المكونات المعزولة، إلى جانب فحص دقيق للأجزاء الحيوية مثل القواطع وأجهزة القياس، واستبدال كل ما هو معطوب أو يشكل نقطة ضعف.
وبعد إنجاز المهام كاملة وإلغاء تصريح العمل، أعيد التيار الكهربائي بشكل تدريجي وآمن ليطال كافة مدن ومناطق الجبل الأخضر، وفي مقدمتها مدن البيضاء وشحات والقبة، حيث عاد الحياة إلى طبيعتها بعد ساعات من العمل المكثف.
وحرصاً على تقليل إزعاج المواطنين، تم إخطارهم مسبقاً بموعد فصل التغذية، كما تم اتخاذ ترتيبات بديلة ذكية تمثلت في تحويل جزء من الأحمال الكهربائية لمدينة البيضاء إلى محطة مراوة المجاورة، مما ساهم في تخفيف وطأة الانقطاع خلال فترة الصيانة.
المرج: حل جذري يمحو أسابيع من المعاناة في تجمع سيدي بوزيد السكني
وفي سياق متصل، وفي إطار دعمه المستمر للمشاريع الخدمية العاجلة، أنهى صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة والإشراف المباشر من اللجنة العليا لحل أزمة الكهرباء واللجنة الفنية لاستقرار شبكة سهل بنغازي، معاناة طويلة عانى منها سكان تجمع سكني في منطقة سيدي بوزيد بالقرب من مدينة المرج.
كان الأهالي يعانون من انقطاع متكرر ومزعج للتيار الكهربائي على مدى أيام، مما أثر سلباً على حياتهم اليومية وروتينهم المعتاد. التحرك السريع للفرق الفنية كشف عن أن المحول القائم لم يعد قادراً على تحمل الأحمال المتصاعدة، ما استدعى تدخلاً عاجلاً.
الاستجابة كانت حاسمة وسريعة. حيث قامت الفرق الميدانية بتركيب محول جديد كامل بقدرة 100 كيلو فولت أمبير، ليعيد الاستقرار الفوري للشبكة داخل الحي وينهي حالة الانقطاع التي طال أمدها. عبر السكان عن امتنانهم العميق للجهود المبذولة، معربين عن سعادتهم بحل مشكلتهم بشكل نهائي.
بنغازي: مشروع نوعي داخل محطة (71) ينهي معاناة الطرح اليومي للأحمال
كما شهدت مدينة بنغازي إنجازاً مهماً آخر، تمثل في تنفيذ مشروع حيوي داخل محطة التوزيع الرئيسية المعروفة بمحطة (71)، بدعم كامل من الصندوق وإشراف وزارة الكهرباء ومتابعة اللجان الفنية المختصة.
مشكلة المحطة كانت فنية بحتة وتكمن في اختلال التوازن في توزيع الأحمال الكهربائية داخلها، حيث كانت تتركز أحمال هائلة تصل إلى نحو 20 ميغا فولت أمبير على بسبار واحد (ناقل كهربائي)، مما كان يهدد المحول الرئيسي بالاحتراق أو الفصل التلقائي حماية لنفسه.
ولمنع هذا السيناريو الكارثي، كانت غرف التحكم مضطرة يومياً إلى “طرح أحمال” – أي فصل التيار – عن مناطق متعددة يصل إجمالي أحمالها إلى 3 ميغا فولت أمبير، لتخفيف الضغط على المحول. هذه الإجراءات الوقائية، وإن كانت تحمي المعدات، إلا أنها كانت تثقل كاهل المواطنين بانقطاعات يومية متكررة ومبرمجة.
الحل جاء عبر مشروع هندسي دقيق نفذته فرق إدارة توزيع سهل بنغازي (دائرة الغرب والشرق) وبمساندة الخبرات الوطنية في الشركة الوطنية للأعمال الكهربائية والشركة الوطنية للإنشاءات والاستشارات. تم نقل وتوزيع الأحمال بشكل متوازن وعادل بين البسبارات المختلفة داخل المحطة، مما أزال سبب الضغط على المحول الرئيسي.
نتيجة هذا المشروع كانت مباشرة وملموسة: وقف كامل لعملية الطرح اليومي الإجباري للأحمال، مما يعني توفير تغذية كهربائية أكثر استقراراً وانتظاماً لسكان المناطق المغذاة من هذه المحطة الحيوية، وهو إنجاز يُضاف إلى سجل تحسين خدمات الكهرباء في المدينة.
بوعطني: أعمال صيانة غير مسبوقة لعطل مفاجئ بمحول رئيسي واستعدادات للطوارئ
من ناحية أخرى، واجهت الشبكة الكهربائية تحديًا غير متوقع بمحطة بوعطني القديمة، حيث تعرض المحول رقم (1) operating بجهد 30/11 كيلو فولت لعطل مفاجئ داخلي، تسبب في انقطاع التيار عن أحياء واسعة.
فور الإبلاغ عن العطل، تحركت فرق الصيانة المتخصصة التابعة لإدارة الجهد المتوسط إلى موقع المحطة وبدأت على الفور في عمليات الفحص والاستكشاف. وباستخدام أحدث تقنيات الصيانة التنبؤية،包括 سحب عينات من زيت المحول لإخضاعها لتحاليل مخبرية متقدمة لتشخيص الخلل بدقة (قياس اللزوجة، اختبار الغازات الذائبة، كشف عن الشوائب).
الأعمال لا تزال جارية على مدار الساعة وبجهود حثيثة لإصلاح العطل. وفي إجراء احترازي لتجنب إظلام المنطقة بالكامل، قامت غرفة التحكم المركزية بعمليات تبديل وتناوب ذكي للأحمال بين الدوائر الكهربائية المتاحة، لضمان استمرار التيار ولو بشكل متقطع أو جزئي على بعض الأحياء لحين انتهاء الإصلاحات.
وقد تقدمت اللجنة العليا لحل أزمة الكهرباء واللجنة الفنية لاستقرار شبكة سهل بنغازي بالاعتذار للمواطنين عن الإزعاج، مؤكدتين أنهما تبذلان كل جهد ممكن لتسريع عملية الإصلاح. وفي إطار الاستعداد للطوارئ، تم التنسيق مع مجلس إدارة الكهرباء لإرسال محول جديد بديل جهد 30/11 كيلو فولت لتجهيزه في حال تعذر الإصلاح، في خطوة تؤكد وجود خطط بديلة.
المرج (حي 500): تركيب محطة جاهزة عالية القدرة تنهي أزمة “الإطفاء”
وفي إنجاز سريع آخر بمدينة المرج، تم التغلب على أزمة انقطاع كلي عطل حي 500، وذلك من خلال تركيب وتشغيل محطة تحويل جاهزة جديدة بدعم من الصندوق وإشراف الوزارة.
الأزمة بدأت بعد تعطل المحول القديم الذي كانت قدرة 500 كيلو فولت أمبير فجأة، تاركاً الحي بأكمله في ظلام دامس. التقييم الفني السريع كشف أن الحل لا يكمن في استبدال المحول المعطوب بمثله فقط، بل يجب استباق المستقبل وتركيب محطة ذات قدرة أعلى لتواكب النمو المتزايد في الأحمال الكهربائية بالحي.
تم اختيار محطة جاهزة متكاملة بقدرة 1000 كيلو فولت أمبير (ضعف القدرة السابقة) لتكون الحل الأمثل. immediately after وصولها إلى الموقع، باشرت الفرق الفنية أعمال التركيب والتوصيل والشبك مع الخطوط الأرضية والأسلاك الهوائية، لتعود التغذية الكهربائية بشكل كامل وكافٍ إلى كل منزل في الحي، محققةً ارتياحاً كبيراً among السكان الذين أشادوا بالجهود المتضافرة.
خاتمة: رؤية متكاملة لقطاع كهرباء مستقر
هذه المشاريع والإنجازات المتلاحقة، على تنوعها بين الصيانة الاستباقية في شحات، والحلول الجذرية في المرج، والمشاريع الهندسية المعقدة في بنغازي، والتدخلات الطارئة في بوعطني، تترجم رؤية استراتيجية شاملة تدعمها الحكومة الليبية وتنفذها وزارة الكهرباء وصندوق التنمية.
هذه الرؤية لا تتعامل مع الأعراض فحسب، بل تتعمق في تشخيص الأسباب الجذرية للمشاكل، وتوفر الحلول المستدامة التي لا تعيد التيار فحسب، بل تعزز مرونة الشبكة وقدرتها على تحمل الأعطال واستيعاب النمو المستقبلي في الطلب على الطاقة، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في ليبيا.