الترجمان: تسليم أبو عجيلة جريمة سياسية واستمرار عدم الاستقرار يخدم المصالح الأمريكية
الترجمان يحذّر من تسييس المحاكمات ويؤكد: ليبيا ورقة استراتيجية في صراع القوى العظمى

ليبيا 24 – حذّر خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني، من تحوّل المحاكمات القضائية في الولايات المتحدة إلى أدوات للضغط السياسي والابتزاز ضد ليبيا، معتبراً أن ملف المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي هو أحدث فصل في سلسلة طويلة من التوظيف السياسي للقضاء.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها ليبيا 24، سلط خلالها الترجمان الضوء على الأبعاد الجيوستراتيجية لليبيا والمخاطر التي تحيط بها في ظل استمرار حالة الانقسام وعدم الاستقرار.
ليبيا في حسابات واشنطن: موقع استراتيجي ومخاطر إرهابية
أكد الترجمان أن الموقع الجغرافي الفريد لليبيا، الذي يجعلها جسراً يربط بين أفريقيا وأوروبا ومطلّاً على البحر المتوسط، يمنحها أولوية قصوى في الاستراتيجية الأمريكية والإقليمية. وأوضح أن واشنطن لا تنظر إلى ليبيا إلا من خلال عدسة مصالحها، حيث تراها “ورقة محورية” في إدارة تفاعلاتها المعقدة مع كل من روسيا وأوروبا ودول أفريقيا.
ولفت إلى أن المساحة الشاسعة للبلاد جعلت منها في حقب سابقة، كما في ذروة الحرب الأفغانية، أرضاً خصبة لتمرير التنظيمات المتطرفة وإقامة معسكرات تدريبها، وهو ما يزيد من أهميتها ورهبتها في الوقت ذاته في العيون الغربية.
تسليم المريمي: “جريمة سياسية وقانونية”
انتقد الترجمان بشكل لاذع قيام حكومة الدبيبة منتهية الولاية بتسليم المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي إلى السلطات الأمريكية، ووصف هذه الخطوة بأنها “جريمة سياسية وقانونية” تشكل تفريطاً صريحاً في السيادة الوطنية وفي حقوق المواطن الليبي الأساسية.
وشدّد على أن مصداقية القضية قد انهارت تماماً بعد أن صرّح المريمي نفسه أمام المحكمة الأمريكية بأن اعترافاته قد انتُزعت تحت التهديد والتعذيب، مما يضع علامات استفهام كبرى حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة والضغوط التي مورست على الحكومة الليبية.
إرث الماضي ومخاطر إعادة فتح الملفات
وحذّر الترجمان من أن بعض الأطراف الليبية، خوفاً من الحرج السياسي بعد تسليم المريمي، قد تسعى إلى تلفيق أدلة جديدة أو التلاعب بالوقائع “لحفظ ماء الوجه”، على غرار ما حدث سابقاً في ملفي عبد الباسط المقرحي وسالم فحيمة.
العدالة مقابل السياسة: معادلة صعبة
أوضح الترجمان أن الفصل بين النظام القضائي الأمريكي وبين السياسة الخارجية لواشنطن هو معادلة صعبة، متسائلاً عن قدرة أجهزة مثل البنتاغون والمخابرات المركزية (CIA) على اختراق عقيدة القضاء وتوجيهها لخدمة أغراض سياسية.
وقال: “إذا حدث هذا الاختراق، فلن نكون أمام محاكمة عادلة، بل سنكون أمام محاكمة سياسية انتقائية بالكامل، وستكون إدانة جديدة لليبيا بأكذوبة جديدة، رغم أن الملف كان قد أُغلق منذ سنوات بحسب النائب العام الراحل عبد القادر رضوان”.
تحذير من سيناريو غزة وخريطة طريق للمستقبل
استشهد الترجمان بما يجري في غزة من “إبادة جماعية مستمرة” رغم كل القرارات والتحركات الدولية، مؤكداً أن العالم لا يزال يحكمه منطق القوة والمصالح وليس مبادئ العدالة والأخلاق. وحذّر من أن السيناريو ذاته قد يتكرر في ليبيا إذا ما سُمح بتسييس القضاء وتحويله إلى أداة ضغط.
وفي ختام حديثه، أكد أن بناء دولة ليبية مدنية ديمقراطية قوية هو الضمانة الوحيدة لوقف هذا التدخل وحماية السيادة، مشيراً إلى أن استمرار حالة عدم الاستقرار والضعف يخدم مصالح تلك القوى التي لا تريد لليبيا أن تنهض وتتحكم في مقدراتها.