فرنسا: ماكرون يكلف لوكورنو بإجراء محادثات حاسمة للخروج من الأزمة السياسية
المحادثات ستشمل رؤساء الكتل البرلمانية وممثلي الأحزاب الرئيسية

في تطور لافت للأزمة السياسية المتصاعدة في فرنسا، كلّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو بإجراء جولة محادثات أخيرة مع مختلف القوى السياسية، في محاولة لرسم خارطة طريق تخرج البلاد من حالة الشلل السياسي المستمر منذ الانتخابات التشريعية المبكرة الأخيرة.
وكان لوكورنو قد قدم استقالته الرسمية، واستقالة حكومته الجديدة، صباح اليوم، بعد ساعات فقط من إعلان تشكيلها، ما يجعلها الحكومة الأقصر عمرًا في تاريخ الجمهورية الخامسة. وتأتي هذه الاستقالة وسط حالة من عدم الاستقرار السياسي، بعد أن فشل الائتلاف الرئاسي في تأمين أغلبية برلمانية واضحة، مما يضع فرنسا أمام حالة من الغموض السياسي غير المسبوق.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المحادثات ستشمل رؤساء الكتل البرلمانية وممثلي الأحزاب الرئيسية، في محاولة لتشكيل حكومة وحدة أو توافق سياسي يضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة وتجنب اللجوء إلى خيارات أكثر تطرفًا مثل حل البرلمان مجددًا أو تشكيل حكومة تكنوقراط.
لوكورنو أحد أبرز الوجوه المقربة من الرئيس ماكرون
ويُعد لوكورنو أحد أبرز الوجوه المقربة من الرئيس ماكرون، ويتميز بعلاقات سياسية واسعة مع مختلف الطيف الحزبي، ما قد يمنحه فرصة أفضل لإيجاد أرضية تفاهم. ورغم تقديم استقالته، لا يُستبعد أن يُعاد تكليفه مجددًا بتشكيل حكومة جديدة في حال نجحت مشاوراته خلال المهلة المحددة، وذلك ضمن ما يسمح به الدستور الفرنسي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه فرنسا توترًا سياسيًا حادًا، وسط مخاوف اقتصادية واجتماعية من استمرار حالة الجمود، في حين تتصاعد الأصوات المطالبة بتغيير جذري في النظام السياسي أو الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
ومن المتوقع أن تكون الـ48 ساعة المقبلة حاسمة في تقرير مصير الحكومة الفرنسية المقبلة، في وقت يترقب فيه الشارع الفرنسي والمراقبون الدوليون نتائج هذه المشاورات التي قد تعيد رسم ملامح المشهد السياسي الفرنسي لسنوات قادمة.