ليبيا

الفيتوري: غياب الشفافية بالمصرف المركزي يهدد استقرار الدينار

الفيتوري ينتقد أخطاء بيانات المركزي ويطالب بمزيد من الشفافية

ليبيا 24:

حذّر أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي الدكتور عطية الفيتوري من استمرار المضاربة على الدينار وتداعياتها على الاقتصاد الوطني، منتقدًا غياب الشفافية ووضوح السياسات من قبل مصرف ليبيا المركزي، ما أدى إلى اتساع فجوة الثقة بين المواطنين والمؤسسات المالية.

وأوضح الفيتوري، في تصريحات تلفزيونية تابعتها ليبيا 24، أن نحو 10 مليارات دينار مجهولة المصدر من أصل 47 مليارًا جرى سحبها من السوق، دون تحديد ما إذا كانت مزوّرة أم لا، مؤكدًا أن تأثيرها محدود، وأن السبب الرئيسي لانخفاض قيمة الدينار هو فقدان الثقة والمضاربة، وليس حجم الكتلة النقدية.

وانتقد الفيتوري فشل المركزي في استعادة ثقة المودعين أو طمأنة السوق بشأن سعر الصرف، داعيًا إلى إعلان رسمي يضمن ثبات الدينار الليبي لخمس سنوات، لتجنب الشائعات والمضاربات.

كما علّق على نية المركزي طباعة 60 مليار دينار لتعويض العملة التالفة، معتبرًا أنها خطوة ضرورية لتغطية نقص السيولة وليست عاملًا للتضخم، مشيرًا إلى أن التضخم ناتج عن ضعف العرض في السوق والمضاربة، لا عن زيادة النقد.

وأشاد بخطة إصدار شهادات إيداع مضاربة بقيمة 15 مليار دينار، بعائد 7.5%، كوسيلة لتشجيع المواطنين على الاحتفاظ بأموالهم بالدينار بدلاً من تحويلها إلى عملات أجنبية.

وشدّد الفيتوري على ضرورة الحفاظ على استقرار سعر الصرف، رافضًا فكرة تعويم الدينار، وداعيًا إلى إصلاح السياسات النقدية، وتوحيد المؤسسات المالية والسياسية لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

وأكد أن الإصلاح الاقتصادي لا يمكن فصله عن حلّ الأزمة السياسية، مشيرًا إلى أن الانقسام بين الحكومتين والمجالس الموازية فاقم فقدان الثقة في العملة الوطنية، كما حذر من اتساع اقتصاد الظل والفساد الذي وصفه بـ”غير العادي”، معتبرًا أنه أحد أبرز العوائق أمام الإصلاح.

واختتم الفيتوري بالتأكيد على أهمية الشفافية والدقة في البيانات الاقتصادية، داعيًا المصرف المركزي إلى نشر معلومات دقيقة لتكون أساسًا للثقة والاستقرار المالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى