
لقد شكّلت انتفاضة الشعب في المنطقة الشرقية، انطلاقًا منطط بنغازي، نقطة تحول تاريخية في مسار الدولة الليبية، عندما علت الأصوات مطالبةً بالمشير خليفة حفتر لقيادة مهمة وطنية كبرى في مواجهة الإرهاب الذي اجتاح المنطقة، بعد أن سيطرت جماعات متشددة على المدن ونشرت الاغتيالات والتفجيرات التي طالت الكفاءات الأمنية والعسكرية، والمثقفين، والنشطاء، والصحافيين.
معركة التحرير وبناء المؤسسة العسكرية
لبّى المشير خليفة حفتر النداء وقَبِل المهمة بشجاعة، رغم قلة الإمكانيات وضعف العتاد، متسلحًا بالإرادة والعزيمة والدعم الشعبي الواسع. وبعد أربع سنوات من القتال المتواصل، تمكن الجيش الليبي من هزيمة التنظيمات الإرهابية التي تلقت دعمًا من الداخل والخارج، ليُعلن تحرير المنطقة الشرقية بالكامل بعد تضحيات جسام قدم فيها أبناء الوطن أرواحهم فداءً لليبيا.
تقديرًا لهذا الدور، كلّف مجلس النواب الليبي المشير خليفة حفتر بمنصب القائد العام للجيش الليبي، في خطوة هدفت إلى استكمال بناء المؤسسات الوطنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية. ومنذ ذلك الحين، واصل الجيش مسيرته نحو الجنوب الشرقي والغربي، مؤمّنًا مناطق استراتيجية غنية بالنفط والغاز والمعادن، وتمتد على حدود واسعة مع مصر والسودان والنيجر وتشاد والجزائر، حتى وصل إلى مدينة سرت، ليُنجز بذلك مهمة وطنية في بعث الأمن والاستقرار في البلاد.
مسيرة التنمية والإعمار
لم تتوقف القيادة العامة للجيش الليبي عند حدود العمل العسكري، بل خاضت معركة جديدة من أجل التنمية والإعمار، بإمكانيات محدودة وإرادة كبيرة.
فقد شهدت مدن المنطقة الشرقية طفرة في مشاريع البنية التحتية بعد انتهاء الحرب، كما شهدت مدن الجنوب بشقيه الشرقي والغربي تنفيذ مشاريع خدمية وتنموية متعددة.
أما مدينة سرت، التي كانت ساحة للحروب ودمار شامل، فقد أعيد إعمارها من خلال صندوق الإعمار والتنمية الذي نفّذ مشاريع ضخمة شملت الطرق والكباري والمباني السكنية والملاعب والمطار النموذجي، وهو ما ينطبق أيضًا على بقية المدن الواقعة تحت إشراف الحكومة الليبية والقيادة العامة للجيش.
دعم الشباب وبناء المستقبل
أولت القيادة العامة اهتمامًا خاصًا بفئة الشباب، إدراكًا منها لأهمية دورهم في بناء الوطن.
فقد حرصت على إنشاء ملاعب ومرافق رياضية في مختلف المدن، وبدعم مباشر من الفريق أول صدام حفتر، نائب القائد العام، والفريق خالد حفتر، رئيس الأركان العامة، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بقضايا الشباب من خلال رعاية الأنشطة الرياضية والثقافية، وتشجيع رياضة الفروسية والمسابقات والمهرجانات الوطنية.
كما شهدت المدن الليبية تنظيم سباقات الراليات التي لاقت إقبالًا واسعًا من الشباب، أبرزها رالي “تي تي” في منطقة الجفرة، الذي مثّل نقلة نوعية في الإعداد والتنظيم والمشاركة الدولية. وقد عبّر الشباب الليبي عن تقديرهم الكبير للقيادة العامة للجيش لدعمها واهتمامها، مؤكدين أن هذه المبادرات أعادت لهم الأمل، ومكّنتهم من ممارسة هواياتهم والمشاركة في التنمية بدل الانجرار خلف الفراغ واليأس.
رسالة من أجل الأمن والسلام والتنمية
إن ما قامت به القيادة العامة للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وبجهود الفريق أول صدام حفتر، والفريق خالد حفتر، والمهندس خالد حفتر في مجال الإعمار والتنمية، يُعد رسالة واضحة لكل الليبيين بأن الأمن والسلام والتنمية هي أساس الدولة الحديثة.
فقد أثبتت التجربة أن الجيش الوطني لم يكن مجرد مؤسسة عسكرية، بل ركيزة للبناء والتوحيد، وحارس لمسيرة الاستقرار والنهوض.



