ليبيا

خبير اقتصادي يحذر من تحول شركات الاتصالات إلى تجار عملة باستغلال حاجة الناس

الجديد يفضح ابتزاز شركات الاتصالات ويطالب النائب العام بالتحقيق

ليبيا 24

في هجوم حاد على سياسات شركات الاتصالات، اتهم الخبير الاقتصادي مختار الجديد هذه الشركات بممارسة الابتزاز في وضح النهار، مشيراً إلى تحولها من مزودي خدمات اتصال إلى تجار عملة يستغلون الظروف الصعبة وحاجة المواطنين للحصول على السيولة النقدية.

آلية الاستغلال المنظمة

وأوضح الجديد في منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك، أن هذه الشركات تشترط البيع النقدي لكروت الشحن وخدمات الإنترنت، مع عدم قبول الدفع الإلكتروني رغم توجيهات المصرف المركزي السابقة بضرورة تطبيق هذا النظام. وأضاف أن هذه الممارسات تشكل استغلالاً صارخاً للمواطنين الذين يعانون من أزمة سيولة حادة.

تحويلات مشبوهة وتهرب من الإيداع المصرفي

وكشف الخبير الاقتصادي عن آلية جديدة تمارسها هذه الشركات، حيث تقوم بتحويل أرصدة من حساباتها الشخصية إلى حسابات الشركات بدلاً من إيداع السيولة النقدية المجمعة من المواطنين. وأكد أن هذه الممارسة تتم بشكل منظم وواضح، مما يستدعي تدخل النائب العام لمواجهة ما وصفه “بجريمة الابتزاز”.

مطالب عاجلة بالتدخل

وطالب الجديد المصرف المركزي بوقف التعامل مع هذه الشركات وإيقاف الاعتمادات المستندية الخاصة بها حتى تقوم بتصحيح أوضاعها والالتزام بتعليمات الدفع الإلكتروني. كما دعا مكتب النائب العام للتحقيق العاجل في هذه الممارسات التي تزيد من معاناة المواطنين وتفاقم أزمة السيولة.

سياسات نقدية مشوهة ونتائج مخيبة

وفي سياق متصل، تناول الخبير الاقتصادي سياسات المصرف المركزي النقدية، مشيراً إلى بيع 26 مليار دولار منذ بداية العام حتى نهاية أكتوبر الماضي، مع سحب 163 مليار دينار من السوق في المقابل. وأوضح أن الإنفاق الحكومي خلال نفس الفترة بلغ 95 مليار دينار دخلت السوق.

فجوة نقدية خطيرة

وأشار الجديد إلى وجود فجوة نقدية تصل إلى أكثر من 60 مليار دينار بين ما تم سحبه من السوق وما تم ضخه، موضحاً أن هذا يعني انخفاض عرض النقود من 180 مليار دينار إلى 120 مليار دينار. وكان من المتوقع أن يؤدي هذا إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازي.

تبديد الفرص وإهدار الموارد

ولفت إلى أن الإنفاق الموازي المنفلت أدى إلى إهدار الفرصة وإبقاء عرض النقود على حاله دون تحقيق الاستفادة المرجوة من سياسات السحب. وأكد أن الـ26 مليار دولار التي تم بيعها “تبخرت في الهواء” دون تحقيق أي فائدة ملموسة للاقتصاد.

تطلعات للإصلاح وتصحيح المسار

واختتم الجديد بالترحيب بتصريحات محافظ المصرف المركزي الأخيرة، معرباً عن أمله في إعادة ترتيب الأوراق والاعتراف بالأخطاء السابقة. وشدد على أهمية العمل ضمن استراتيجية واضحة ذات أهداف محددة، بدلاً من الخطوات العشوائية التي لا تؤدي إلى نتائج ملموسة.

تساؤلات حول خطط المستقبل

وطرح تساؤلات حول خطة ضخ 12 مليار دينار كسيولة في المصارف خلال ديسمبر، متسائلاً عن ضمانات استمراريتها وفعاليتها، ومحذراً من أن تكون خطوة أحادية كسابقاتها دون تأثير حقيقي على الاقتصاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى