ليبيا

البركي: حكومات طرابلس تبتز أوروبا بالمهاجرين مقابل “شرعية وهمية”

البركي: 80% من تبعات أزمة الهجرة تتحملها ليبيا وحدها.. وأوروبا شريكة في الأزمة.

ليبيا 24

ليبيا في قلب العاصفة: “صفقة الهجرة” تثقل كاهن الشعب وتفتقر للرؤية الاستراتيجية

انتقدت الباحثة في قضايا الأمن والهجرة، الدكتورة ريم البركي، أسلوب تعاطي الحكومات الليبية المتعاقبة في طرابلس مع ملف الهجرة غير النظامية، معتبرة أنها جعلت من ليبيا بمثابة “حارس تابع” لأوروبا، على حد تعبيرها، في صفقة ضعيفة القيمة تُوظَّف سياسيًا على حساب المواطن الليبي، ودون وجود سياسة واضحة أو رؤية متكاملة لإدارة هذا الملف الشائك.

اتهامات بالتواطؤ وصفقات مشبوهة

خلال حوارها في برنامج “الأسئلة الستة” على قناة الحدث، نفت البركي أن تكون ليبيا دولة انطلاق للمهاجرين، مؤكدة أنهم “لم، ولن، يقبلوا بالبقاء في ليبيا” التي ليست سوى محطة عبور نحو أوروبا. وأرجعت استقرار أعداد كبيرة منهم مؤقتاً إلى سياسة متعمدة بدأت منذ عهد حكومة الوفاق غير المعتمدة بقيادة فايز السراج، لتصبح “سنة يتبعها من أتى بعده”.

وقالت البركي: “أصبح دور الدولة الليبية منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، تنفيذًا لرغبات الشريك الأوروبي، وكأن الأمرَ شكلٌ من الابتزاز تمارسه حكومات غير شرعية”. وأضافت أن هذه الحكومات تحصل على “شرعية وهمية ودعم دولي وهمي” مقابل احتجاز المهاجرين على أراضيها.

تبعات غير متكافئة وغياب للعدالة

وشددت الخبيرة الأمنية على أن ليبيا، رغم كونها مجرد محطة عبور، تتحمل وحدها ما يقارب 80% من تبعات الأزمة، بينما تتحمل دول أوروبا النسبة المتبقية. وعلقت مستنكرة: “ليبيا لم تظلم أفريقيا، فلماذا تتحمل المسؤولية كاملةً وحدها؟”

ولفتت إلى أن وصول 200 ألف مهاجر إلى أوروبا ذات الموارد “الشبه غير المحدودة” لن يؤثر فيها كما يؤثر في ليبيا ذات الـ 6 ملايين نسمة والموارد المحدودة والمنهكة بالفساد والنزاعات المسلحة.

معادلة الدبيبة: لعب على الحبلين وتهديد للأمن المحلي

وفي ردها على سؤال حول عمليات قصف موانئ في زوارة واستهداف مراكب الصيادين، والتي نُسبت لجهات حكومية، اتهمت البركي رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة بأنه “يلعب على الحبلين”. وفسرت ذلك بأنه “ضرب المواقع ولم يُلقِ القبض على تجار البشر، كونهم يمتلكون مليشيات تشكل مصدر قوة وسلطة له”.

وأكدت أن الدبيبة “يقدم نفسه على أنه يحارب الهجرة غير الشرعية، لكنه لا يتخذ أي خطوات فعالة للقبض على التجار”. مجيبةً بـ “نعم” على سؤال عما إذا كانت ليبيا “معروضة في سوق عبد الحميد الدبيبة”.

الحل الجذري: من “كلاب الحراسة” إلى “شركاء في التنمية”

انتقدت البركي بشدة غياب السياسة الواضحة للدولة الليبية، مؤكدة أن “مكافحة الهجرة غير النظامية لا تعني تكديس البشر في مراكز الاحتجاز”، بل “خلق نظام تنموي شامل” يشمل التعاون مع جيران ليبيا وأوروبا في مجالات الأمن الحدودي والتنمية والتعليم والتدريب.

وحول فشل المبادرات الدولية، أرجعته إلى استمرار المعاناة في أفريقيا، قائلة: “طالما ظلت أفريقيا تعاني من حروب أهلية وعرقية، وطالما ظلت مواردها منهوبةً وضائعة، وطالما غابت التنمية الحقيقية عن القارة، فلن يتمكن أحد من السيطرة على هذه الظاهرة”.

واختتمت بأن المهاجر “لا يحمل طفله الرضيع إلا بعد انقطاع الأمل في بلاده”، داعية إلى إيجاد مسارات آمنة ومنظمة عندما “يُسَلَّم الأمر لأهله من المختصين” وليس لـ “بياعين وتجار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى