مصر تدخل عالم النووي.. محطة الضبعة خطوة استراتيجية لمصر في الطاقة النظيفة

شهدت محطة الضبعة النووية في مصر حدثًا مهمًا يُقرب البلاد خطوة جديدة نحو حلمها بامتلاك برنامج طاقة نووي سلمي..
في المراسم التي جرت عبر تقنية الاتصال المرئي، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى، فيما تم توقيع أمر شراء الوقود النووي اللازم لتشغيل المحطة، وعُرض فيلم وثائقي بعنوان “طاقة تصنع المستقبل”، أبرز حجم المشروع وأهميته كأكبر مشروع لإنتاج الطاقة في أفريقيا.
محطة الضبعة النووية، التي بدأت خطوات تنفيذها منذ توقيع الاتفاقية المصرية الروسية عام 2015 ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2017، تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث المطوّر بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط، بعمر تشغيلي يمتد حتى 60 عامًا.
تنتج نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا
ومن المتوقع أن تنتج نحو 35 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا، ما يمثل حوالي 12% من احتياجات مصر من الكهرباء بحلول 2030، ويُسهم في خفض استهلاك الغاز الطبيعي بما لا يقل عن 7 مليارات متر مكعب سنويًا.
السيسي: العلاقات بين مصر وروسيا تعد استراتيجية وراسخة
خلال المراسم، شدد الرئيس المصري على أن المحطة النووية ستعزز أمن الطاقة في مصر، وأن حلم بناء المفاعل النووي أصبح حقيقة بفضل الشراكة مع روسيا مشيرا الى ان العلاقات بين مصر وروسيا تعد استراتيجية وراسخة تمتد لتشمل كل المجالات وتقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك
بوتين: المشروع سيُسهم في تعزيز الاقتصاد المصري وتقوية العلاقات بين البلدين
من جهته، أكد الرئيس الروسي دعم بلاده لمصر بالتقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أن المشروع سيُسهم في تعزيز الاقتصاد المصري وتقوية العلاقات بين البلدين بينما وصف رفائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المشروع بأنه نقطة تحول لمصر والعالم في مجال الطاقة النظيفة، فيما أشار أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة “روس آتوم”، إلى مشاركة نحو 1700 مصري في التنفيذ، مع استمرار بناء 222 منشأة جديدة داخل المحطة لتعزيز قدراتها.
تعتمد المحطة على تكنولوجيا متقدمة من الجيل الثالث المطوّر، ونظام متعدد الطبقات من الحواجز تشمل قلب المفاعل وغلاف الضغط ومبنى الاحتواء الخرساني، ما يجعل أي تسرب عمليًا مستحيلًا. وستنتج المحطة طاقة نظيفة دون انبعاث غازات دفيئة، مع تخزين آمن للنفايات المشعة وفق أعلى المعايير العالمية.
من المتوقع بدء تشغيل الوحدة الأولى عام 2029، ضمن مشروع تكلفته الإجمالية نحو 28.5 مليار دولار، منها قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار يُسدَّد على مدى 22 عامًا. وقد بدأت الوحدتان الأولى والثانية في 2022، والثالثة في 2023، والرابعة في يناير 2024، مسجّلةً تقدمًا مستمرًا في قطاع الطاقة النووية على مستوى مصر وأفريقيا.
محطة الضبعة ليست مجرد مشروع طاقة، بل خطوة استراتيجية لمصر نحو أمن الطاقة، وتوسيع مصادر الطاقة النظيفة، وتحقيق استقلالية أكبر في تلبية احتياجاتها الكهربائية، لتصبح رمزًا للتعاون المصري الروسي في المجال النووي السلمي.



