الأمم المتحدة تجدد ولاية الأونروا لدعم لاجئي فلسطين وسط أزمة متصاعدة في غزة والضفة الغربية

اعتمدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً حول مساعدة لاجئي فلسطين وتجديد ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بتأييد 149 دولة، ومعارضة 10 دول، وامتناع 13 دولة عن التصويت.
اللجنة الرابعة، المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار، شهدت قبل التصويت تأكيد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على أهمية تجديد ولاية الوكالة لضمان استمرار دعم وحماية لاجئي فلسطين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمأساة اللاجئين…. وأوضح لازاريني أن تجديد الولاية يجب أن يصاحبه تمويل كافٍ لتقديم الخدمات العامة التي توفرها الوكالة، حرصاً على حماية حقوق وحياة ومستقبل ملايين اللاجئين.
وتحدث المفوض العام أمام اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا في العاصمة الأردنية عمان، مشيراً إلى اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2803، الذي يسمح بتشكيل مجلس للسلام وقوة دولية لتعزيز الاستقرار في غزة، معبراً عن الأمل في أن يمثل هذا القرار خطوة نحو تحقيق السلام الدائم واحترام حقوق الإنسان.
لازاريني: الوضع في غزة لا يزال غير مستقر
وأكد لازاريني أن الوضع في غزة لا يزال غير مستقر، بعد عامين من القصف المستمر والنزوح المتكرر والحصار الشديد، مشيراً إلى تفشي الجوع والأمراض وتزايد الأزمات الجسدية والنفسية بين السكان. وشدد على ضرورة استعادة الأمن وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية واستئناف تقديم الخدمات العامة بأسرع وقت ممكن، نافياً الادعاءات التي تشير إلى توقف عمل الأونروا في غزة، ومؤكداً أن الوكالة لا تزال أكبر مقدم للخدمات الصحية والتعليمية في المنطقة.
الأوضاع في الضفة الغربية
كما تطرق المفوض العام إلى الأوضاع في الضفة الغربية، مسلطاً الضوء على عمليات التشريد الجبري التي قامت بها قوات الأمن الإسرائيلية، والتي أدت إلى تهجير أكثر من 32 ألف لاجئ فلسطيني من المخيمات الشمالية، وهو أكبر موجة تشريد للاجئي فلسطين منذ عام 1967. وأضاف أن العنف الذي يمارسه المستوطنون وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجلت أكثر من 500 حادثة خلال شهر أكتوبر 2025 وحده.
وأشار لازاريني أيضاً إلى دور الأونروا في تقديم الخدمات الحيوية للاجئي فلسطين خارج الأرض الفلسطينية المحتلة، في لبنان وسوريا والأردن، مؤكداً استمرار التزام الوكالة بمهمتها رغم المخاطر الكبيرة التي تواجه موظفيها. منذ 7 أكتوبر 2023، قتل 380 موظفاً تابعاً للأونروا في غزة، كما دُمرت أو لحقت أضرار بأكثر من 300 مبنى تابع للوكالة، فضلاً عن تعرض عدد كبير من موظفيها للاحتجاز التعسفي والتعذيب.
يبقى تجديد ولاية الأونروا خطوة حاسمة لضمان استمرار الدعم الإنساني، وسط تحديات متزايدة تواجه ملايين لاجئي فلسطين الذين يعانون من الصراع المستمر وانعدام الأمن الغذائي والخدمات الأساسية.



