آمال التجارة العالمية ترفع أسعار النفط رغم التحديات

ليبيا 24
تحسن حذر في أسعار النفط وسط تطورات جيوسياسية واقتصادية

ارتفاع محدود مدعوم بتطورات دولية
سجلت أسعار النفط الخام العالمية صعوداً طفيفاً خلال تعاملات بداية الأسبوع، مستفيدة من مؤشرات إيجابية ظهرت في أعقاب محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تحركات دبلوماسية متعلقة بالملف النووي الإيراني. وتزامن هذا الصعود مع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية، لا سيما في ظل التباين بين تفاؤل المستثمرين وزيادة المعروض النفطي المتوقع.

العقود الآجلة تشهد مكاسب معتدلة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.50% لتبلغ 64.23 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 0.57% ليسجّل 61.37 دولاراً. وجاء هذا الارتفاع امتداداً لموجة مكاسب شهدها الخامان نهاية الأسبوع الماضي، حين تجاوزت أرباحهما حاجز الدولار للبرميل، مدعومة بتوقعات إيجابية بشأن العلاقات الاقتصادية بين القوى الكبرى.

تطورات الحوار الأميركي الصيني تعزز المعنويات
وأعلنت مصادر رسمية أن جولة المحادثات التي عُقدت بين واشنطن وبكين خلال عطلة نهاية الأسبوع اختُتمت بنتائج وصفت بـ”الإيجابية”، إذ تحدث الجانبان عن تقليص جزئي في الفجوة التجارية وتحقيق “توافقات مهمة”، وفق ما صرح به نائب رئيس الوزراء الصيني. ومن المنتظر أن تُعلن تفاصيل الاتفاق لاحقاً اليوم، وسط توقعات بأن يؤدي أي اتفاق شامل إلى تنشيط حركة التجارة الدولية، وبالتالي ارتفاع الطلب على النفط.

تحذيرات من العوامل المعاكسة
رغم هذه المؤشرات المتفائلة، يحذر المحللون من أن غياب التفاصيل الدقيقة في الاتفاقات التجارية، إلى جانب استمرار توجهات منظمة أوبك+ نحو زيادة الإنتاج، قد يُفرغ هذه المكاسب من مضمونها. وفي هذا السياق، أشار توشيتاكا تازاوا، المحلل في “فوجيتومي سيكيوريتيز”، إلى أن التفاؤل الحالي ما زال هشاً، وقد يتعرض للانتكاس حال عدم التوصل لاتفاقات واضحة أو في حال حدوث تغيرات مفاجئة في السياسات الإنتاجية.

خطط أوبك+ تهدد توازن السوق
في خطوة قد تؤثر على استقرار السوق، أقرّ تحالف أوبك+ زيادات إضافية في الإنتاج خلال شهري مايو ويونيو، ما يضيف إلى المعروض العالمي من الخام. ورغم أن مسحاً أجرته “رويترز” أظهر تراجعاً طفيفاً في إنتاج أوبك خلال أبريل، إلا أن التوقعات تشير إلى زيادة وشيكة قد تحد من فرص استمرار الصعود السعري.

تأثيرات الملف النووي الإيراني
من جهة أخرى، اختتمت جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، جرت في سلطنة عُمان، مع إعلان الطرفين عن استمرار المفاوضات. وفي حال نجاح هذه الجهود، قد يؤدي ذلك إلى رفع العقوبات عن النفط الإيراني، ما يُنذر بتدفق مزيد من الخام إلى الأسواق العالمية، وبالتالي زيادة الضغط على الأسعار.

مستقبل غامض لأسواق الطاقة
تبدو آفاق أسعار النفط في المرحلة المقبلة مرهونة بعوامل متشابكة، تشمل السياسة الدولية، والمفاوضات النووية، والتوازنات التجارية، فضلاً عن قرارات كبار المنتجين. وبينما يرحب المستثمرون بأي مؤشرات استقرار، فإن السوق تظل عرضة للتقلبات الحادة ما لم تُحسم هذه الملفات الشائكة.