
تراجعت أسعار الذهب، للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة بتحسن شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر المرتفعة، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي، وهو ما خفف من حدة التوترات التجارية بين الطرفين وأدى إلى تراجع الإقبال على الأصول الآمنة.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً بنسبة 1.2% ليصل إلى 3302.10 دولار للأوقية، بعد أن كان قد صعد بنحو 5% خلال تعاملات الأسبوع الماضي. كما هبطت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 1.9% عند التسوية لتسجل 3300.40 دولار للأوقية.
ارتياح في الأسواق بعد اتصال ترامب بفون دير لاين
وجاء التراجع في أسعار الذهب عقب اتصال هاتفي بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه منح “زخماً جديداً” للمحادثات التجارية.
وأوضح الاتحاد أن الاتصال أسفر عن تراجع ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي كانت مقررة الشهر المقبل، ما أضفى قدراً من الهدوء على الأسواق العالمية.
صعود الدولار والأسهم يضغط على الذهب
في سياق متصل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، مما زاد من الضغوط على أسعار الذهب، نظراً لأن المعدن الأصفر مقوم بالدولار، وبالتالي يصبح أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى عند صعود العملة الأمريكية. كما ساهمت المكاسب التي حققتها العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ويُعد الذهب من الأصول التي تميل إلى التراجع في فترات الاستقرار النسبي وتحسن الإقبال على المخاطرة، فيما يكتسب زخماً خلال فترات التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية، لكونه ملاذاً تقليدياً للتحوط.
ترقب لبيانات أمريكية ومحضر الفيدرالي
ويترقب المستثمرون حالياً صدور محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الأربعاء، بحثاً عن إشارات بشأن توجهات أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وتشير التوقعات إلى أن أي دلالة على تباطؤ التشديد النقدي أو خفض محتمل لأسعار الفائدة قد تعيد الزخم إلى الذهب.
ومن المرتقب كذلك صدور عدد من البيانات الاقتصادية المهمة في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع، أبرزها تقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، وتقرير إعانات البطالة الأسبوعي، بالإضافة إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – وهو المعيار المفضل للفيدرالي لقياس التضخم.
وفي سوق المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4% لتبلغ 33.21 دولار للأوقية، بينما هبط البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1084.02 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 1.2% ليصل إلى 975.49 دولار.
وتبقى الأسواق مترقبة للتطورات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر في توجهات السياسة النقدية الأمريكية، والتي من شأنها أن تحدد المسار القادم لأسعار الذهب والمعادن النفيسة بشكل عام.