ليبيا

امطيريد: طرابلس على حافة الانفجار.. والجيش في الشرق جاهز لسد الفراغ

الدبيبة يقف أمام "لحظة حرجة"

ليبيا 24:

قال الباحث في الدراسات الاستراتيجية محمد امطيريد، إن العرض العسكري الأخير الذي نظّمته القوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر، لم يكن مجرد استعراض تقليدي للقوة، بل حمل رسائل سياسية دقيقة موجهة إلى الداخل الليبي والمجتمع الدولي.

وأوضح امطيريد في تصريحات تابعتها ليبيا 24، أن الرسالة الداخلية تمثلت في التأكيد على استقرار شرق البلاد وامتلاك الجيش الوطني القدرة على ضبط الأمن، في مقابل ما وصفه بـ”فوضى الغرب وتصدّعه”.

أما الرسالة الخارجية، فخاطبت العواصم الدولية بعدم الاعتماد فقط على حكومة طرابلس، لافتًا إلى أن “في بنغازي مؤسسة عسكرية منظمة يُمكنها لعب دور في مستقبل البلاد”.

وأشار الباحث إلى أن مشاركة ممثلين عن قوى دولية في العرض وجلوسهم في الصفوف الأمامية، يُعد مؤشرًا على استمرار حفتر كرقم صعب في المعادلة الليبية، لا سيما في ظل فشل حكومة طرابلس في ملفات الأمن والخدمات.

وأضاف أن التوقيت تزامن مع تصاعد الاحتجاجات في طرابلس ومصراتة والزاوية، ما يُفسر العرض كرسالة تفيد بأن “الجيش في الشرق جاهز لسدّ أي فراغ أمني في حال تفجّرت الأوضاع مجددًا في الغرب”.

وأطلق أمطيريد، تحذيرًا شديد اللهجة من تدهور الأوضاع في الغرب الليبي، مشيرًا إلى أربعة سيناريوهات محتملة في حال استمرار الأزمة الحالية دون تدخل حاسم.

وأوضح أمطيريد أن المظاهرات الشعبية المتصاعدة قد تؤدي إلى فقدان الحكومة للسيطرة إذا استمر تجاهل المطالب الشعبية، محذرًا من أن الوعود الشكلية لن تجدي نفعًا في احتواء الغضب المتزايد.

وأشار إلى احتمال تدخل التشكيلات المسلحة لقمع الاحتجاجات أو حماية أطراف سياسية، وهو ما قد يفاقم الأزمة ويفجر مواجهات مسلحة.

وحذر أمطيريد من خطر اندلاع عصيان مدني واسع إذا فقد الناس الأمل في تحقيق أي إصلاحات داخلية، موضحًا أن خروج مظاهرات متزامنة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الدبيبة في ظل انتشار السلاح والانقسام السياسي قد يُشعل شرارة صراع مسلح واسع.

كما أكد أن رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، يقف أمام “لحظة حرجة”، مشددًا على ضرورة قيامه بإصلاحات حقيقية تشمل تغيير الوجوه وفتح ملفات الفساد، وإلا فإن الوضع قد يتجه نحو انفجار شعبي خطير.

وختم أمطيريد حديثه بالقول: “الشارع الليبي هذه المرة أكثر وعيًا وتنظيمًا، والغضب حقيقي، والوقت لا يعمل لصالح الحكومة، وإذا تأخرت، فقد لا تجد من يسمع صوتها عندما تقرر التحدث”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى