اقتصاددولى

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي

قلق من تعطل الإمدادات جراء التوتر المتصاعد

اختتمت أسعار النفط التعاملات على ارتفاع طفيف، بعد جلسة متقلبة سادها القلق من تعطل محتمل في الإمدادات جراء التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، واحتمال تدخل الولايات المتحدة عسكريًا في الصراع.

وسجل خام برنت ارتفاعًا بـ25 سنتًا ليغلق عند 76.70 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتًا ليصل إلى 75.14 دولارًا للبرميل. وكانت الأسعار قد تراجعت بنحو 2% في وقت سابق من الجلسة، قبل أن تتعافى جزئيًا، بعدما قفزت بأكثر من 4% يوم أمس الثلاثاء.

ارتفاع الأسعار في ظل تعقيدات سياسية متصاعدة

يأتي هذا الارتفاع في ظل تعقيدات سياسية متصاعدة، إذ رفضت إيران دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران بـ”الاستسلام غير المشروط”. وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال ترامب: “قد أفعل ذلك. في إشارة إلى احتمال مشاركة الولايات المتحدة في الحملة الإسرائيلية على إيران، دون أن يفصح عن قرار واضح.

وأكدت مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية تدرس خيار توجيه ضربات عسكرية مشتركة مع إسرائيل ضد المواقع النووية الإيرانية. وحذرت طهران عبر سفيرها في جنيف من أن أي تدخل أمريكي مباشر “سيُقابل برد قوي”.

وتُعد إيران ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك بإنتاج يومي يقدر بنحو 3.3 مليون برميل، ما يجعل أي تطورات ميدانية في هذا البلد ذات تأثير مباشر على أسواق الطاقة العالمية.

الفيدرالي الأمريكي يبقي أسعار الفائدة دون تغيير

وفي سياق اقتصادي موازٍ، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه ألمح إلى أنه لا يزال من المتوقع خفضها خلال العام الجاري، رغم تقليص وتيرة الخفض المتوقع لاحقًا في 2026 و2027 لمواجهة التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية التي تلوّح بها إدارة ترامب.

ويؤثر خفض الفائدة إيجابيًا على الطلب العالمي للنفط، كونه يعزز النمو الاقتصادي.

أما على صعيد الإمدادات، فقد كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 11.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 420.9 مليون برميل، مقابل توقعات بهبوط طفيف لا يتجاوز 1.8 مليون برميل، وهو ما دعم الأسعار أيضًا.

ويبدو أن سوق النفط العالمي يقف على أعتاب مرحلة شديدة الحساسية، تتأرجح فيها الأسعار بين الضغوط الجيوسياسية الحادة والقرارات الاقتصادية الدولية، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات في منطقة الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى