
في خطوة طال انتظارها، وقّعت كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا اتفاق سلام تاريخي بوساطة الولايات المتحدة، ما يعزز الآمال في إنهاء النزاع المسلح الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح مئات الآلاف منذ بداية العام الجاري.
جاء التوقيع خلال احتفال رسمي في مقر وزارة الخارجية الأميركية، بحضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، حيث وقع وزيرا خارجية البلدين الاتفاق، الذي يعد امتدادًا لاتفاق سابق وُقع عام 2024. وينص الاتفاق الجديد على انسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو خلال 90 يوماً، إضافة إلى إنشاء إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي في نفس الفترة.
وشدد روبيو على أهمية هذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن رئيسي رواندا والكونغو سيزوران واشنطن خلال الأسابيع المقبلة لوضع اللمسات النهائية على البروتوكول الأمني والاتفاقية الشاملة، مؤكدًا أن “هذه ليست نهاية الطريق، بل بداية لعملية سلام شاملة”.
تشكيل آلية تنسيق أمني مشتركة خلال 30 يوماً
ويتضمن الاتفاق تشكيل آلية تنسيق أمني مشتركة خلال 30 يوماً، مع تنفيذ خطة مراقبة وانسحاب القوات الرواندية خلال 3 أشهر، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق من العام الماضي.
وكانت رواندا قد أرسلت نحو 7000 جندي إلى أراضي الكونغو لدعم متمردي حركة “23 مارس”، الذين سيطروا على مدن استراتيجية ومناطق تعدين رئيسية شرق البلاد، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع.
وتشير الأمم المتحدة وحكومات غربية إلى دعم رواندي مباشر للحركة، وهو ما تنفيه كيجالي، مؤكدة أن تدخلها جاء بدافع الدفاع عن النفس ضد تهديدات من ميليشيات الهوتو المتهمة بالمشاركة في الإبادة الجماعية عام 1994.
الاتفاق الجديد يمثل تحولاً مهماً في مسار العلاقات بين البلدين، ويؤكد التزامهما بخيار السلام، في وقت تتطلع فيه المنطقة إلى استثمار مواردها الهائلة في بناء مستقبل مشترك يعمه الاستقرار والتنمية.