إيران تدافع عن هجماتها وتكشف عن طائرة انتحارية
الحرس الثوري يكشف عن طائرة مسيّرته الانتحارية "شاهد 107"

نيويورك – طهران | ليبيا 24:
أبلغت الجمهورية الإيرانية مجلس الأمن الدولي أن الهجمات الجوية التي نفذتها مؤخرًا ضد أهداف داخل إسرائيل جاءت في إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، في رسالة رسمية، أن الضربات الإيرانية استهدفت “منشآت عسكرية وأمنية فقط”، وردّت بذلك على “سلسلة من الهجمات الإسرائيلية” التي طالت أراضيها ومصالحها الإقليمية خلال الفترة الماضية. وشددت الرسالة على أن طهران لا تسعى إلى التصعيد أو زعزعة استقرار المنطقة، لكنها ستردّ بحزم على أي اعتداء جديد يهدد سيادتها أو أمنها القومي.
ودعت إيران مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من التهديدات المتزايدة التي تواجه السلم والأمن الإقليميين، محذّرة من أن التراخي الدولي في كبح الاستفزازات الإسرائيلية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل خطير.
وفي السياق ذاته، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن قائمة الأهداف الإيرانية للرد العسكري تضم منشآت إسرائيلية حساسة، من بينها قاعدة “رامات دافيد” الجوية قرب حيفا. وأكدت الوكالة أن الرد الإيراني سيكون “ساحقًا ومتناسبًا في إطار الدفاع المشروع عن النفس”.
من جانبها، كشفت قوات الجوّ الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن أحدث طائراتها المسيّرة الانتحارية من طراز “شاهد 107″، والتي يُقدّر مداها بأكثر من 1500 كيلومتر.
وبحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء، فإن الطائرة مزوّدة بمحرك مكبسي وتتمتع بقدرات متقدمة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي، وقد رُصدت صور يُعتقد أنها تُظهر اقتراب إحدى هذه الطائرات من منظومة “حيتس 3” الإسرائيلية للدفاع الجوي.
الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 45 امرأة وطفلًا
وفي الجانب الإنساني، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية أسفرت عن استشهاد 45 امرأة وطفلًا، وإصابة 75 آخرين. واعتبرت مهاجراني هذه الأرقام “دليلًا قاطعًا على زيف المزاعم الإسرائيلية بشأن دقة الاستهداف”.
وأكدت أن الشعب الإيراني يُظهر تماسكًا وطنيًا في هذه المرحلة، مشددة على أن “الهدوء والانضباط” يمثلان مصدر قوة داخلي في مواجهة التصعيد. كما دعت المواطنين إلى عدم التجمهر أو الاقتراب من مواقع القصف حفاظًا على سلامتهم، وأعلنت عن فتح بعض محطات المترو لإيواء المتضررين، مع ترتيبات لفتح محطات إضافية عند الحاجة.
وأشارت مهاجراني إلى أن إسرائيل استهدفت مستشفى “فارابي” في مدينة كرمانشاه، الأمر الذي يُكذب رواياتها عن الاستهدافات الدقيقة. وأوضحت أن الحكومة قررت تحويل عمل الإدارات إلى نظام العمل عن بُعد للحد من الحركة، وأبقت البنوك والخدمات العامة في حالة تشغيل مستمر، بينما جرى تعليق بعض الأنشطة مثل سوق الأسهم حفاظًا على أموال المواطنين.
وفي ختام تصريحاتها، حذرت من الانسياق وراء الشائعات أو الرسائل الكاذبة التي تدعو إلى إخلاء المدن، معتبرة أن “العدو يخوض حربًا مركبة تشمل الجوانب النفسية والإعلامية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع وأكثر خطورة.