
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” والأمم المتحدة تحذيرات شديدة اللهجة بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وسط استمرار الحصار وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، مما يعرض حياة مئات الآلاف للخطر، وخصوصًا الرضّع والأطفال.
اليونيسف: كل دقيقة مهمة لإنقاذ الأرواح بقطاع غزة
وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، أن آلاف الرضّع الفلسطينيين في قطاع غزة لا يحصلون على الغذاء الكافي ويواجهون خطر الموت الوشيك، مشددة على أن “كل دقيقة مهمة لإنقاذ الأرواح”. وأوضحت أن “العديد من الأمهات الفلسطينيات إما فقدن حياتهن في الغارات الإسرائيلية أو يعجزن عن إرضاع أطفالهن بسبب الجوع الشديد”، محذرة من أن “الرضّع مهددون بالموت أو بإصابات صحية دائمة”.
ويعاني سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، من وضع غذائي مأساوي بسبب استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر أمام المساعدات منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما أدخل القطاع في مرحلة متقدمة من المجاعة.
الأمم المتحدة: واحد من كل 3 أشخاص في غزة لم يأكل طعاما منذ أيام
وفي السياق ذاته، كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكد دوجاريك أن “إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، تواصل عرقلة مبادرات المساعدات”، مشيرًا إلى أنها رفضت ثلاثاً من أصل ثماني مبادرات إغاثة تقدمت بها الأمم المتحدة يوم الأحد.
كما شدد دوجاريك على أهمية السماح الفوري بدخول الوقود إلى غزة، واصفًا إياه بأنه “شريان أمل للبقاء على قيد الحياة”، داعيًا السلطات الإسرائيلية إلى فتح جميع المعابر فورًا والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأضاف أن 700 ألف شخص نزحوا عدة مرات منذ انتهاك وقف إطلاق النار في مارس الماضي، محذرًا من أن “هؤلاء لا يملكون مكانًا آمنًا يلجؤون إليه”.
وتستمر إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر 2023، في شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، رغم النداءات الدولية المتكررة، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف الهجمات.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 194 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة حصدت أرواح عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.