عربى

مجزرة الجوع تتواصل في غزة

875 شهيدا أثناء البحث عن الغذاء

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن استشهاد 875 فلسطينيا في قطاع غزة أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، حتى تاريخ 13 يوليو الجاري، وسط أزمة إنسانية خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم.

وأوضح المتحدث باسم المكتب، ثمين السيد الخيطان، أن 674 من الضحايا استشهدوا قرب مواقع تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، فيما سقط 201 آخرون أثناء اقترابهم من طرق قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أو شركائها العاملين داخل القطاع المحاصر.

وفي تصريحات أدلى بها اليوم من جنيف، حذّر الخيطان من خطورة مقترح إقامة ما تُسمى “مدينة إنسانية” في رفح، معتبراً أن مثل هذا التوجه، إلى جانب الحديث عن نقل الفلسطينيين إلى دول ثالثة، يثير مخاوف جدية من التهجير القسري، خصوصاً مع تكديس آلاف الأشخاص في مناطق محدودة المساحة دون ضمانات كافية للسلامة أو حرية التنقل.

سوء التغذية ينهش أجساد الأطفال

من جهتها، دقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ناقوس الخطر بشأن الارتفاع الحاد في حالات سوء التغذية بين الأطفال. وصرّحت جولييت توما، مديرة الاتصال والإعلام في الأونروا، أن الفحوصات التي أجرتها فرق الوكالة الصحية شملت 240 ألف طفل دون سن الخامسة، وتبين أن واحداً من كل عشرة أطفال يعاني من سوء تغذية، وهي نسبة غير مسبوقة في القطاع.

وقدّمت توما مثالاً مؤثراً عن رضيعة تُدعى “أحلام”، تبلغ من العمر ثمانية أشهر، تعاني من سوء تغذية حاد وتدهور متسارع في حالتها رغم تلقيها رعاية طبية محدودة، في ظل نقص المياه النظيفة وسوء النظافة وغياب الأمن الغذائي.

الأونروا: مساعداتنا تنتظر على الحدود
ورغم كونها أكبر جهة إنسانية عاملة في غزة، أكدت الأونروا أنها مُنعت من إدخال أي مساعدات منذ 2 مايو الماضي. وتملك الوكالة حالياً أكثر من 6000 شاحنة محملة بالإمدادات الغذائية والدوائية ومستلزمات النظافة تقف عند معابر غزة، بانتظار الإذن بالدخول.

وأشارت توما إلى أن المساعدات ستصبح غير صالحة للاستعمال قريباً، محذرةً من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة مليون طفل في القطاع، يُمثلون نصف سكان غزة. وأضافت أن “النظام الذي أُنقذ من خلاله مئات آلاف الأرواح أثناء وقف إطلاق النار، تم استبداله اليوم بآخر يحصد أرواحاً أكثر مما ينقذها”.

خدمات الأونروا مستمرة رغم الحصار

على الرغم من التحديات المالية والمنعية، تواصل فرق الأونروا تقديم 15 ألف استشارة طبية يومياً، إلى جانب تأمين المياه لـ 1.3 مليون شخص، فيما لا يزال مئات الآلاف من النازحين يحتمون في مرافقها.

الأمم المتحدة تحذر: لا بديل عن خيار البقاء

وفي ختام تصريحاته، شدد المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان على أن أي حديث عن “خيار الطوعية” في مغادرة غزة لا يمكن اعتباره حقيقياً ما لم يُمنح السكان خيار البقاء في ظروف معيشية كريمة، مشيراً إلى أن الوضع الحالي لا يوفّر هذا الخيار، ما يجعل أي تحرك يُقترح “طوعيًا”، فعلياً نوعًا من الترحيل القسري المقنّع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى