ليبيا

ليبيا في عين العاصفة: التغير المناخي يهدد السواحل ويفاقم أزمات المياه والغذاء

"خبراء يحذرون: العالم العربي أمام أزمة مناخية مركبة وانبعاثات قليلة وفتورة ثقيلة

ليبيا 24

تشهد المنطقة العربية تغيرات مناخية متسارعة تهدد استقرارها الاقتصادي والاجتماعي، حيث تؤدي موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والفيضانات إلى تفاقم أزمتي الغذاء والماء. وفي ظل اعتماد معظم الدول العربية على الزراعة البعلية وموارد مائية محدودة، تبرز الحاجة إلى خطط تكيف فعّالة لمواجهة هذه التحديات.
انبعاثات قليلة.. فاتورة باهظة

أكد الخبير البيئي عمر الشوشان، رئيس اتحاد الجمعيات البيئية الأردنية، أن الدول العربية تسهم بنسبة ضئيلة في الانبعاثات العالمية لكنها تدفع ثمناً باهظاً للتغير المناخي. وقال في تصريح خاص: “الموقع الجغرافي الحساس والاعتماد على موارد مائية شحيحة يجعل المنطقة في مرمى الأزمات المناخية”.

وأضاف: “موجات الحر غير المسبوقة وانحسار الأمطار وتصحر الأراضي الزراعية أصبحت ظواهر مألوفة، مما يهدد الأمن الغذائي والمائي بشكل مباشر”. كما أشار إلى أن تراجع الإنتاج الزراعي يزيد الاعتماد على الاستيراد، مما يعرض المنطقة لتقلبات الأسواق العالمية.
الحروب والبنية التحتية الهشة تعقّد الأزمة

لفت الشوشان إلى أن النزاعات المسلحة في المنطقة، مثل تلك في غزة وسوريا واليمن، دمرت البنية التحتية وزادت من هشاشة المجتمعات أمام الصدمات المناخية. وأوضح: “الحروب تجعل التكيف مع التغير المناخي أكثر صعوبة، خاصة مع تدمير شبكات المياه والكهرباء”.
ندرة المياه والكوارث الطبيعية: تحديات متزايدة

من جانبه، حذر أستاذ المناخ الليبي أنور فتح الله إسماعيل من تسارع وتيرة التغيرات المناخية في المنطقة، مشيراً إلى أن ارتفاع حرارة البحر المتوسط يفوق المعدل العالمي، مما يؤثر على النظم البيئية البحرية. وأضاف: “أصبحت الفيضانات والعواصف الرملية أكثر حدة، كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر يهدد المدن الساحلية ودلتا النيل”.
جهود عربية.. بين الطموح والواقع

رغم إطلاق مبادرات مثل “السعودية الخضراء” و”الإمارات الخضراء”، إلا أن الخبراء يرون أن التنفيذ يواجه عقبات، أبرزها نقص التمويل وضعف التنسيق الإقليمي. وأكد إسماعيل أن “التعاون بين الدول العربية ضروري لمواجهة الأزمات المشتركة، خاصة في إدارة الموارد المائية وتبادل البيانات”.
خاتمة: حاجة ملحة لإرادة سياسية

يشدد الخبراء على أن الحلول التقنية وحدها لن تكفي، بل يجب تعزيز التعاون الإقليمي وحماية البنية التحتية وتبني سياسات مستدامة. كما أن مواجهة التغير المناخي تتطلب إصلاحات مؤسسية وتمويلاً كافياً لضمان مستقبل آمن للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى