ليبيا على أعتاب انتعاش اقتصادي غير مسبوق.. والنفط يقود المعادلة

ليبيا 24

نمو قياسي يتجاوز 14% في 2025

توقع صندوق النقد العربي أن يحقق الاقتصاد الليبي أعلى معدل نمو عربي في 2025، بنسبة 14.3%، مدفوعاً بارتفاع إنتاج النفط إلى أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً، وفقاً لتقريره الأخير “آفاق الاقتصاد العربي”. وأشار التقرير إلى أن هذا النمو القوي سيكون الأسرع بين الاقتصادات العربية، قبل أن يتراجع إلى 5.9% في 2026، مع استقرار الإنتاج النفطي.

قطاع المحروقات.. المحرك الرئيسي

لا يزال النفط يشكل أكثر من 95% من إيرادات ليبيا، مما يجعل الاقتصاد شديد الحساسية لتقلبات الأسعار العالمية. ومع ذلك، نجحت المؤسسة الوطنية للنفط في تعزيز الإنتاج، مما عزز توقعات النمو. ورغم ذلك، حذر الصندوق من أن ضعف الاستقرار السياسي والمؤسسي قد يعيق الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتنويع الاقتصاد.

تضخم منخفض واستقرار نقدي

أظهرت البيانات انخفاض معدل التضخم في ليبيا من 2.4% في 2023 إلى 2.1% في 2024، مع توقع استمراره عند 1.8% في 2025. ويعزى هذا الأداء إلى استقرار سعر صرف الدينار مقابل الدولار، مما ساهم في كبح جماح الأسعار.

آفاق النمو العربي.. ليبيا والجزائر في المقدمة

توقع الصندوق أن يرتفع النمو الاقتصادي في الدول العربية المصدرة للنفط (بما فيها ليبيا والجزائر والعراق) إلى 3.3% في 2025، ثم 3.8% في 2026، بفضل تحسن الأداء الليبي والنمو المستمر في الجزائر. كما توقع أن يصل معدل النمو الإقليمي إلى 3.8% في 2025 و4.3% في 2026، مدعوماً بتحسن البيئة الاستثمارية والإصلاحات الاقتصادية.

تحذيرات من الاعتماد المفرط على النفط

في المقابل، حذر صندوق النقد الدولي سابقاً من أن الاقتصاد الليبي ما زال عرضة لصدمات النفط، خاصة مع ارتفاع فاتورة الواردات. وأكد أن النمو غير النفطي قد يظل قوياً (بين 5% و6%) بفضل الإنفاق العام، لكنه دعا إلى تعزيز التنويع الاقتصادي لضمان استدامة النمو.

تحديات أمام “الانتعاش النفطي”

رغم التوقعات الإيجابية، تظل ليبيا أمام تحديات كبيرة، أبرزها الاعتماد شبه الكلي على النفط والحاجة إلى إصلاحات مؤسسية لتعزيز الاستقرار و ضرورة تنويع القاعدة الاقتصادية لمواجهة تقلبات السوق العالمية

يذكر أن صندوق النقد العربي، ومقره أبوظبي، يصدر تقارير دورية لرصد أداء الاقتصادات العربية، مستنداً إلى بيانات رسمية وتوقعات الخبراء.