قلق شعبي متزايد من التحشيدات العسكرية في طرابلس
الأجواء المشحونة تنذر بتهديد مباشر لمسار الحل السياسي

تعيش طرابلس حالة من القلق والترقب مع تصاعد الأنباء حول تحشيدات عسكرية غير مسبوقة في محيط المدينة، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة قد تعصف بالاستقرار الهش الذي تحقق بعد سنوات من المعاناة.
مواطنون في عدد من الأحياء عبّروا عن خشيتهم من أن تؤدي أي مواجهة جديدة إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح عائلات وتضرر الممتلكات، مؤكدين أن العاصمة لم تعد تحتمل جولات جديدة من العنف، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها السكان.
غياب موقف واضح من السلطات التنفيذية بشأن التطورات الميدانية
وتزداد هذه المخاوف في ظل غياب موقف واضح من السلطات التنفيذية بشأن التطورات الميدانية، حيث يطالب الشارع الليبي بضرورة تحرك رسمي عاجل لضمان التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة.
كما دعا ناشطون إلى ضرورة التزام جميع الأطراف بضبط النفس ووقف أي تحركات عسكرية، مشددين على أن حماية المدنيين وصون أرواحهم وممتلكاتهم يجب أن تكون أولوية قصوى تفوق أي اعتبارات سياسية أو عسكرية.
ويرى مراقبون أن هذه الأجواء المشحونة تنذر بتهديد مباشر لمسار الحل السياسي، مؤكدين أن مستقبل ليبيا لن يُبنى عبر السلاح بل عبر صناديق الاقتراع والاحتكام إلى الإرادة الشعبية.
وبينما يسود الغموض بشأن نية وما قد يترتب عن هذه التحشيدات، يبقى الشارع الليبي متمسكاً بمطلب أساسي هو السلام الدائم والاستقرار، بعيداً عن دوامة الصراعات التي أنهكت البلاد لسنوات طويلة.



