اقتصاددولىليبيا

منافسة عالمية شرسة على كنوز الغاز الصخري الليبي والعربي

ليبيا تتفاوض مع شيفرون الأمريكية لاستغلال ثروة الغاز الصخري

ليبيا 24 – تدخل الساحة الليبية مرحلة جديدة من المنافسة الدولية المحتدمة على موارد الطاقة، حيث تتحول أنظار كبرى شركات النفط والغاز العالمية إلى الثروات الهائلة من الغاز الصخري التي تختزنها الصحراء الليبية، في خطوة من شأنها إعادة رسم خريطة الطاقة الإقليمية إذا ما نجحت.

مفاوضات لندن: عودة الشركات العملاقة بعد عقد من الغياب

في خطوة تُعتبر اختراقاً دبلوماسياً وتجارياً، عقدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا جولة مباحثات مكثفة مع مسؤولي شركة “شيفرون” الأمريكية العملاقة في العاصمة البريطانية لندن. ناقش الجانبان سبل التعاون الاستراتيجي لاستكشاف وتطوير موارد النفط والغاز الصخري في البلاد.

وتُمثل هذه المفاوضات إيذاناً بعودة جادة لشركات الطاقة الدولية الكبرى إلى السوق الليبية بعد غياب قسري امتد لأكثر من عشرة أعوام بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني. وجاءت عودة “شيفرون” ضمن 37 كياناً دولياً تقدموا للمشاركة في أول مناقصة لاستكشاف النفط والغاز تشهدها ليبيا منذ عقود، مما يشير إلى ثقة متجددة في القطاع ومخزونه.

الكنز المدفون: إحصائيات ضخمة تضع ليبيا على الخريطة العالمية

وفقاً لأحدث التقديرات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، فإن ليبيا تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الصخري تقدر بنحو 942 تريليون قدم مكعبة، منها ما يقارب 122 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنياً بالوسائل المتاحة حالياً. ولم تتوقف الثروة عند الغاز فقط، حيث تُشير البيانات نفسها إلى وجود احتياطيات من النفط الصخري تقدر بحوالي 18 مليار برميل.

وتتركز هذه الثروات الطبيعية بشكل أساسي في ثلاثة أحواض رسوبية كبرى هي: حوض غدامس، وحوض سرت، وحوض مرزق، مما يضعها على رأس أولويات أي خطة تطوير طموحة.

رؤية مستقبلية: مضاعفة الإنتاج وتعزيز الصادرات

تندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع للمؤسسة الوطنية للنفط تهدف إلى تحقيق قفزة نوعية في الإنتاج النفطي، عبر رفع إنتاج النفط الخام إلى مستويات مليوني برميل يومياً، بالإضافة إلى زيادة صادرات البلاد من الغاز الطبيعي المسال، وتعزيز مكانتها كرافد أمن وأوروبي حيوي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية التي أعقبت الأزمة الأوكرانية.

منافسة إقليمية ودولية: سباق على الصحراء الكبرى

لا تقتصر المنافسة على ليبيا وحدها، بل تمتد إلى جوارها الإقليمي، حيث تسجل كل من الجزائر ومصر أرقاماً قياسية في احتياطيات الغاز الصخري أيضاً. وتتصدر الجزائر المشهد بمفاوضات متقدمة مع تحالف تقوده شركتا “إكسون موبيل” و”شيفرون” لاستثمار احتياطياتها المقدرة بـ 707 تريليون قدم مكعبة.

من جهتها، تحرز مصر تقدماً ملحوظاً بقيادة شركات مثل “أباتشي” و”كايرون إنرجي”، التي بدأت في استقدام تقنيات حفر متطورة لاستغلال احتياطياتها في الصحراء الغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى