
ليبيا 24
في وقت تشهد فيه طرابلس حالة من الهدوء المتوتر، تتصاعد الانتقادات الجذرية لفعالية المساعي الدولية الرامية إلى إيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. حيث يرى مراقبون ونواب أن الجهود المتكررة تكرس الإشكاليات بدلاً من حلها.
إخفاق متكرر ووعود مجوفة
لم تنجح المحاولات الأممية المتعاقبة، والتي يعلق عليها الليبيون آمالاً كبيرة في كل مرة، في تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض. ويشير محللون إلى أن هذه العمليات، رغم حسن النوايا الظاهر، تنتج في أفضل حالاتها حكومات هشة تفتقر إلى السيطرة الفعلية على مقاليد الأمور، تاركة القوة الحقيقية في أيدي تشكيلات مسلحة متنفذة.
وفي تعليق على هذا الجمود، أكد النائب البرلماني علي التكبالي أن الجوهر المشكل لا يكمن في الأمم المتحدة نفسها، بل في سيطرة القوى الدولية الكبرى على توجهاتها وقراراتها، مما يفقدها القدرة على فرض حلول حاسمة وملزمة لجميع الأطراف.
حكومة الوحدة.. جزء من المشكلة أم الحل؟
من وجهة نظر التكبالي، فإن أداء حكومة الدبيبة منتهية الولاية لا يخدم استقرار البلاد، بل يعرقل مسار الحل السياسي. ووفقاً للتكبالي، فإن سلوك الحكومة يتركز في محاولة فرض هيمنتها على العاصمة طرابلس، في رسالة واضحة بأنها الطرف المسيطر الذي يسعى إلى تمديد بقائه لأطول فترة ممكنة عبر خوض جولات تفاوضية لا نهاية لها، بدلاً من العمل على إجراء انتخابات وبناء مؤسسات دولة.
الميليشيات.. القوة الفعلية والعبء الأكبر
تُعتبر قضية الميليشيات المسلحة والخارجين عن سلطة الدولة العائق الأكبر أمام أي تقدم. فهي، بحسب التكبالي، تمثل القوة الفعلية المتحكمة في المشهد، مما يجعل أي حكومة بدون تفكيك هذه التشكيلات ونزع سلاحها مجرد واجهة غير قادرة على فرض القانون أو تحقيق الاستقرار. وهذا الواقع يجعل الشارع الليبي يفقد الثقة تدريجياً في العملية السياسية برمتها.
مخرج بالأفق؟ طريق وعر يتطلب إرادة دولية حقيقية
الحل، من المنظور اتكبالي، لن يتحقق بمجرد إجراء انتخابات عاجلة في مناخ غير آمن وبدون ضمانات. فالشعب الليبي، الذي أنهكته سنوات من الصراع، بحاجة أولاً إلى فرصة حقيقية للالتفاف حول شخصيات وطنية معروفة ونزيهة يثق في قدرتها على قيادة مرحلة انتقالية صعبة.
وشدد التكبالي على أن ليبيا ستظل رهينة للفوضى طالما استمر النهج الحالي في التعامل مع الوجوه المتصدرة للمشهد والفاعلين المسلحين، متجاهلاً القوى الوطنية الحقيقية. المخرج الوحيد يبدأ باعتراف دولي بأن مفاتيح الحل ليست في جنيف أو نيويورك، بل في إرادة حقيقية للدول الكبرى للضغط على أطرافها المحلية لتفكيك الميليشيات وتمكين الشعب من اختيار ممثليه بحرية وسلام.