جولة نائب القائد العام للجيش الفريق أول صدام حفتر.. رؤية عسكرية وتنموية نحو ليبيا 2030
كتب: إدريس إحميد

مما لا شك فيه أن بناء الدولة يبدأ من ترسيخ الأمن والاستقرار، وهو ما سعت إليه المؤسسة العسكرية الليبية منذ أن شهدت البلاد الانقسام السياسي بعد عام 2011، حين انهارت مؤسسات الدولة وانتشر السلاح، وسيطرت التشكيلات المسلحة على المدن والقرار السياسي، فدخلت ليبيا في دوامة من الفوضى والصراعات التي أرهقت المجتمع والدولة.
وفي خضم تلك المرحلة الصعبة، برز المشير خليفة حفتر كقائد وطني نال ثقة وتكليف البرلمان الليبي عن استحقاق وجدارة، ليتحمل مسؤولية إعادة بناء الجيش الليبي من العدم. وبفضل حكمته وخبرته كأحد أبطال حرب العبور، استطاع في فترة وجيزة أن يؤسس مؤسسة عسكرية متكاملة الأركان، تضم القوات البرية والبحرية والجوية وجهاز المخابرات العسكرية، إلى جانب الكليات والمعاهد التي تخرّج أجيالًا من الضباط الأكفاء.
وفي إطار دعم المؤسسة العسكرية وتجديد دمائها، أصدر القائد العام قرارات بتكليف الفريق أول صدام حفتر نائبًا للقائد العام، والفريق خالد حفتر رئيسًا للأركان العامة للجيش الليبي، تقديرًا لدورهما في الحرب على الإرهاب إلى جانب القائد العام وزملائهم من الضباط والجنود الذين صنعوا صفحة جديدة من تاريخ الجيش الوطني الليبي.
دور الفريق أول صدام حفتر عسكريًا وتنمويًا
يُعد الفريق أول صدام حفتر من أبرز القيادات العسكرية الشابة التي جمعت بين الخبرة الميدانية والرؤية التنموية. فقد لعب أدوارًا مهمة في إعادة هيكلة القوات المسلحة ورفع كفاءتها، وتفعيل الانضباط العسكري وتعزيز روح الانتماء الوطني بين صفوفها.
لكن دوره لم يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتد إلى مجالات التنمية والإعمار، حيث ساهم في دعم مشاريع تنموية متعددة، ضمن إطار رؤية ليبيا 2030 التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة وتحسين الخدمات العامة.
كما حظي الفريق أول صدام حفتر باهتمام دولي واسع، من خلال الزيارات التي قام بها إلى عدد من الدول العربية والإفريقية والغربية، والتي جاءت تأكيدًا على أهمية الدور الليبي في تحقيق الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب، وتعزيز التعاون العسكري والتنموي مع مختلف الدول.
بداية المشوار
منذ تكليفه بمهام نائب القائد العام، بدأ الفريق صدام حفتر جولة ميدانية موسعة انطلقت من الشرق الليبي مرورًا بمدينة سرت والجفرة وصولًا إلى فزان ومدينة غات في أقصى الجنوب الغربي.
التقى خلال هذه الجولة بالأهالي من مختلف الشرائح الاجتماعية، واستمع إلى احتياجاتهم وتطلعاتهم، كما اطلع على مشاريع التنمية والإعمار القائمة، وأعلن عن إطلاق عدد من المبادرات الجديدة، خاصة في مجالات تمكين الشباب ودعم البنية التحتية.
فزان ترحب بالفريق اول صدام خليفة
قد لقيت زيارة الفريق أول صدام حفتر إلى فزان ترحيبًا شعبيًا واسعًا، حيث استُقبل بحفاوة كبيرة من الأهالي الذين عبّروا عن دعمهم وثقتهم في جهود القيادة العامة للجيش، مؤكدين تقديرهم لما تحقق من أمن واستقرار، وما تشهده المنطقة من مشاريع تنموية متجددة.
لقد عكست هذه الزيارة حجم الترابط بين القيادة العامة للجيش الليبي وأهالي الجنوب، حيث كان الاستقبال الشعبي الحاشد تعبيرًا صادقًا عن الوفاء والتقدير للجهود المبذولة في بسط الأمن وتحقيق الاستقرار، وتعزيز التنمية في مختلف مناطق الإقليم. وهي رسالة واضحة بأن الجنوب، كما الشمال والشرق والغرب، يقف صفًا واحدًا خلف قيادته الوطنية، دعمًا لمشروع ليبيا الموحدة الآمنة المزدهرة، تحت راية الجيش الوطني وقيادته الحكيمة.
هذه الجولة أكدت أن الجيش الوطني لا يقتصر دوره على حماية الوطن، بل هو أيضًا شريك فاعل في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما تجسد من خلال تضافر الجهود بين القيادة العامة للجيش والحكومة الليبية برئاسة الدكتور أسامة حماد ومختلف الأجهزة والهيئات التي تعمل على تنفيذ المشاريع التنموية في جميع مناطق ليبيا.
وفي ختام هذا المسار، يمكن القول إن ما يقوم به المشير خليفة حفتر ونائبه الفريق أول صدام حفتر والفريق خالد حفتر والمهندس بلقاسم حفتر يمثل نهجًا وطنيًا متكاملًا يربط بين الأمن والبناء، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد من أجل ليبيا مستقرة، مزدهرة، وموحدة.



