ليبيا

رئيس الحكومة الليبية لـ “نوتيتزي جيوبوليتيكي”: حل أزمة الهجرة يمر عبر التعاون معنا

حماد: إعادة إعمار تاريخية لدرنة وبنغازي وتحكم آمن على 80% من ليبيا.

بنغازي – 19 أكتوبر 2025

الجيش الليبي يضمن الاستقرار ويقود طفرة إعمار غير مسبوقة في الشرق والجنوب.

في حوار شامل مع جريدة “نوتيتزي جيوبوليتيكي” الإيطالية، كشف الدكتور أسامة حماد، رئيس الحكومة الليبية، عن رؤيته لملفات ساخنة على الساحتين الداخلية والدولية، مشدداً على سيطرة الجيش الوطني الليبي والحكومة على 80‎%‎ من الأراضي الليبية، ومحاسباً المجتمع الدولي والمهمة الأممية بتهمة تقسيم ليبيا، ومطلقاً رسالة مباشرة إلى روما للتعاون الثنائي خاصة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.

إعادة إعمار شاملة ومناطق “آمنة ومستقرة”

استهل حماد حديثه بالإشارة إلى ما وصفه بـ “الطفرة الإعمارية غير المسبوقة” التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة حكومته والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأضاف: تم تكليفي برئاسة الحكومة. وكان هدفنا، مع المشير خليفة حفتر، والمهندس بلقاسم ونائب القائد العام الفريق أول ركن صدام حفتر، الفريق أول ركن خالد، هو بدء إعادة الإعمار.

وتوقف رئيس الحكومة مطولاً عند ملف إعمار مدينة درنة بعد الكارثة التي اجتاحتها، قائلاً: “كحكومة، أنشأنا صندوق إعمار درنة والمناطق المتضررة بقيادة المهندس بلقاسم حفتر. اليوم، وفي العام الثاني بعد الكارثة، تقدم درنة ثوبها الجديد، بمطار ومباني سكنية وطرق، وتم تعويض المتضررين. درنة الآن مدينة عصرية بكل إمكانيات المدينة العصرية”.

كما استعرض المشاريع الكبرى في بنغازي، بما في ذلك الجسور ومطار “تيكا” الجديد الذي وصلت نسبة إنجازه إلى 60%، وميناء بنغازي الذي اكتملت مرحلته الأولى، إلى جانب الطرق والمباني واستاد رياضي كبير. وأكد أن “إعادة الإعمار امتدت إلى جميع المدن الواقعة تحت السيطرة الإدارية للحكومة الليبية والجيش الليبي”، مسمياً مدن الجنوب مثل مرزق وأجدابيا وبرقة وسرت، ووصفها بأنها “آمنة ومستقرة”.

الهجرة غير الشرعة: اتهامات لأوروبا ونداء لإيطاليا

وفي الملف الشائك المتعلق بالهجرة غير الشرعية، وجه حماد انتقادات حادة للحكومات الأوروبية، متهمًا إياها بعدم التعاون مع حكومته وحرمانها من أي دعم أو تمويل أو مساعدة، بينما يذهب كل الدعم “لأطراف أخرى ولحكومة طرابلس المنتهية”.

وأوضح أن المهاجرين الأفارقة يأتون عبر الصحراء الليبية التي تمثل منطقة عبور، مؤكداً وجود “سماسرة” في دول المقصد يعملون على نقل الأشخاص عبر الصحراء الليبية حتى طرابلس. وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول: “أنا أعتقد أنه لو كان هناك تعاون حقيقي مع الحكومة الليبية والقيادة العامة للجيش الليبي، لكنا قادرين على إغلاق الصحراء الليبية، ونتيجة لذلك، لم يكن أي مهاجر ليغادر”.

وعن كيفية إدارة حكومته لملف المهاجرين في شرق ليبيا، أوضح أن الحكومة وبمساعدة القوات المسلحة وتحت إشراف المشير حفتر، قامت بإنشاء مراكز استقبال للمهاجرين، وكلفت وزارة الصحة بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وأضاف: “نوفر لهم الآن الطعام والمساعدة والعلاج، ثم يتم إعادتهم إلى أوطانهم بأمان. نحن ننفق الكثير عليهم، لكن المجتمع الدولي والدول الأوروبية لا تلتفت إلينا”.

الاعتراف الدولي والأمم المتحدة: “شريك في التقسيم”

وعلى صعيد الشرعية الدولية، حمّل حماد “بعثة الأمم المتحدة في ليبيا (UNSMIL)” المسؤولية الكبرى عن رفض المجتمع الدولي الاعتراف بحكومته، واتهمها بالمشاركة في تقسيم ليبيا بالتعاون مع دول غربية وعربية وإقليمية.

واستذكر أن البعثة الأممية رفضت الاعتراف بحكومة فتحي باشاغا يوم تشكيلها بحجة أن البرلمان لم يعقد جلسة رسمية ووقوع أخطاء في البرلمان، بينما تدخلت لاحقاً للاعتراف بمحمد تكالة رئيساً للمجلس الأعلى للدولة. وقال: “لذلك، كانت البعثة سبباً في رفض المجتمع الدولي الاعتراف بالحكومة الليبية”.

نسبة السيطرة والنفوذ الروسي ورسالة لإيطاليا

وفي تقييم واقعي لميزان القوى، أكد حماد أن الجيش الليبي يسيطر على حوالي 80% من الأراضي الليبية، بما فيها “كامل الجنوب والشرق ومعظم الغرب”.

ورداً على سؤال حول المخاوف الإيطالية من النفوذ الروسي في برقة، رأى أن “ليبيا بلد مهم ولكل الدول طموحات تجاهها”، معتبراً أن من حق الدولة الليبية تحديد مصالحها مع روسيا أو أمريكا أو إيطاليا. وتساءل: “لماذا هناك تدخل في الشأن الليبي؟ التعاون مع جميع الدول يمثل مكسباً لليبيا”.

وختم حماد حديثه برسالة محددة إلى الشعب والحكومة الإيطاليين، قال فيها: “لدينا روابط طويلة الأمد مع الشعب الإيطالي، في الماضي والحاضر. نحن الليبيون سعداء بالشعب الإيطالي ولنا تاريخ مع إيطاليا. ونرى أيضاً أن الشعب الإيطالي يحب الشعب الليبي”.

ولكنه قدم نصيحة واضحة: “ننصح الحكومة الإيطالية بالتعاون رسمياً معنا، خاصة في موضوع الهجرة غير الشرعية، إذا كانت ترغب في حل هذه القضية، لأنها تتعاون مع حكومة منتهية في طرابلس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى