
ليبيا 24
ائتلاف ليبي أمريكي يوجّه مذكرة لواشنطن مطالباً بإبعاد مسعد بولص
أعلن رئيس الائتلاف الليبي الأميركي، فيصل الفيتوري، عن مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الأميركية والسفارات الأميركية ووسائل الإعلام الدولية، طالب فيها بإعادة ضبط آلية التعاطي مع الملف الليبي، وبشكل خاص ما يتعلق بالتحركات التي يقوم بها مسعد بولص، المستشار غير الرسمي المرتبط بدوائر صنع القرار في واشنطن. وجاءت هذه المذكرة رداً على الجدل المتصاعد عقب الانتقادات التي أصدرها المرشح لرئاسة الحكومة محمد المزوغي بشأن الدور الذي يؤديه بولص داخل السياق الليبي.
مطالبات بإبعاد بولص وتأكيد القنوات الرسمية
الفيتوري أوضح في مذكرته أن شريحة واسعة من الليبيين تشعر بقلق متزايد تجاه ما اعتبره “تحولاً غير مبرر” لبولص إلى طرف يتحدث باسم الولايات المتحدة دون امتلاك أي صفة رسمية. وأكد أن لقاءاته المتعددة مع أطراف ليبية وتقديمه مسارات سياسية لا تعبّر عن المؤسسات الأميركية تمثل تجاوزاً يهدد مصداقية الدور الأميركي ويخلق التباساً داخل المشهد الليبي المعقد أصلاً.
وطالب الائتلاف صراحة باستبعاد بولص نهائياً من أي تواصل مرتبط بالملف الليبي، إلى جانب إصدار بيان رسمي من الخارجية الأميركية يؤكد أن مواقف واشنطن تعلن حصراً عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة. كما دعا إلى تعزيز التواصل المؤسسي مع الجهات الليبية الجادة، بهدف تصحيح المسار وتلافي أي تداعيات ناتجة عن تحركات فردية لا تمثل الإدارة الأميركية.
تقاطعات مع موقف المزوغي وتحذيرات من “المقاربات الفردية”
وجاءت هذه التطورات فيما كان المزوغي قد انتقد بدوره تحركات بولص، مؤكداً أنها لا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية لواشنطن. وقال إن ما يقوم به المستشار الأميركي يثير مخاوف لدى قطاعات واسعة من الليبيين، خاصة مع عقده لقاءات علنية وسرية مع أطراف محددة، وترويجه لمسارات يعتبرها الليبيون بعيدة عن واقعهم وتعقيداته.
وأشار المزوغي إلى أن أي مبادرة دولية لا تنطلق من أساس وطني ستتحول إلى محاولة جديدة لإعادة تدوير الأزمة، محذراً من صفقات سريعة أو ترتيبات خارجية تُصوِّر بعض الأطراف وكأنها تمتلك ضوءاً أخضر أميركياً لتجاوز إرادة الليبيين.
دعوة مشتركة لشراكة قائمة على السيادة واحترام الإرادة الوطنية
واتفق كل من الفيتوري والمزوغي على مبدأ واحد مفاده أن ليبيا تحتاج إلى مقاربة واقعية تعكس الإرادة الشعبية وتقوم على احترام السيادة، بعيداً عن الحلول الفردية أو التحركات غير الرسمية. كما شددا على أهمية تواصل مهني بين ليبيا والولايات المتحدة يهدف إلى توحيد المؤسسات وإنهاء المرحلة الانتقالية، بما يعيد الاستقرار إلى البلاد ويحفظ مصالحها ومصالح شركائها الدوليين.



