بركان إثيوبي يثور بعد 12 ألف عام والرماد يصل دولا عربية
أطلق أعمدة هائلة من الدخان وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومترا

شهد إقليم عفر شمال شرق إثيوبيا ثورانًا نادرًا لبركان هايلي غوبي هو الأول منذ نحو 12 ألف عام، وفق ما أفاد برنامج علم البراكين العالمي. ويعد هذا الحدث واحدًا من أبرز الظواهر الجيولوجية التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخيرة، نظرًا لكون البركان غير نشط تاريخيًا في السجلات البشرية.
ثوران مفاجئ وعمود دخان وصل 14 كيلومتراً
يقع البركان بارتفاع يبلغ نحو 500 متر داخل منطقة وادي الصدع الإفريقي التي تشهد نشاطًا تكتونيًا مستمرًا. وبحسب الخبراء، فإن سجلات الثورانات القديمة في المنطقة محدودة، ولا يوجد ما يشير إلى أي نشاط بركاني للهايلي غوبي خلال العشرة آلاف سنة الماضية.
وخلال الثوران، اندفعت أعمدة هائلة من الدخان والرماد وصل ارتفاعها إلى 14 كيلومترًا في السماء قبل أن تهدأ حدة النشاط بعد ساعات قليلة. وأكد مركز تولوز لرصد الرماد البركاني أن السحب تحركت مع الرياح باتجاه اليمن وسلطنة عمان والهند وشمال باكستان.
تأثيرات مباشرة على اليمن
أعلنت السلطات اليمنية أن سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا وصلت إلى مساحات واسعة في محافظات الحديدة وإب وذمار، وسط تحذيرات من المخاطر الصحية والبيئية المحتملة.
وفي بيان رسمي، أوضح مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر أن الرماد البركاني “يحتوي على جسيمات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني”، مؤكدًا أن تأثيره لا يقتصر على المناطق القريبة من موقع الثوران، بل يمكن أن ينتقل مئات الكيلومترات بفعل الرياح السائدة.
قلق شعبي واسع وتحذيرات مستمرة
شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة من القلق بين اليمنيين الذين قالوا إنهم لم يشاهدوا مثل هذه الظاهرة من قبل، مع تداول واسع لصور تظهر أجواء مغبّرة في بعض المناطق.
حتى الآن، لم تُسجَّل خسائر بشرية في إثيوبيا، نظراً لوقوع البركان في منطقة نائية قليلة السكان. فيما تواصل السلطات في كل من إثيوبيا واليمن مراقبة تطورات الحدث لتقييم الأضرار المحتملة وإصدار التحذيرات اللازمة.
يعد ثوران بركان هايلي غوبي حدثًا جيولوجيًا استثنائيًا يعيد تسليط الضوء على النشاط التكتوني العميق في منطقة القرن الإفريقي، كما يكشف حجم الترابط البيئي بين الدول، حيث يمكن لتغيرات طبيعية في منطقة نائية أن تمتد آثارها إلى بلدان تبعد مئات الكيلومترات.



