ليبيا

امغيب يتهم المفتي المعزول بالتحكم كـ”مرشد أعلى” في طرابلس.

جدل في ليبيا: فتاوى دينية تتحكم في القرار السياسي والاقتصادي


جدل واسع حول دور “ولاية المفتي” وتأثير الفتاوى على سيادة الدولة

– أثار منشور لنائب في البرلمان ، بالإضافة إلى تصريحات إعلاميين، عاصفة من الجدل حول الدور السياسي المتصاعد للمفتي السابق، الصادق الغرياني، ومقارنته بنموذج “ولاية الفقيه” في إيران، في إطار انتقادات حادة لتدخل الدين في شؤون الحكم وتأثيره المباشر على الحياة اليومية للمواطن واستقرار البلاد.

امغيب: الغرياني “مرشد أعلى” يتحكم في مفاصل الدولة

كتب عضو مجلس النواب، سعيد امغيب، على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، محذراً من ما وصفه بـ”الحضور الطاغي للمفتي المعزول الصادق الغرياني الذي لم يكتفي بالدور الديني بل تحول إلى مرشد أعلى يتحكم في مفاصل الدولة”. ورأى امغيب في منشوره الذي رصده موقع “ليبيا 24″، أن الغرياني يتحكم من “السياسة إلى الاقتصاد، من حرب إلى حرب، ومن التحالفات إلى التعيينات”.

وأضاف النائب امغيب أن “المفتي المعزول يقرر ورئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة ينفذ”، مشيراً إلى أن “فتوى الغرياني تكفي لتحريك مليشيا أو إزاحة وزير أو تعطيل اتفاق”. وخلص إلى طرح سؤال استنكاري: “هل يقبل أهل طرابلس أن تتحول مدينتهم إلى نسخة سنية من ولاية الفقيه الشيعية؟”.

تدخلات مباشرة في الاقتصاد وقرارات حكومية

وفي سياق متصل، كشف الإعلامي المتخصص في الشأن الاقتصادي، أحمد السنوسي، عن ما قال إنها رسالة وجهها الغرياني إلى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، طالب فيها “إيقاف استيراد اللحوم من الخارج”، واصفاً إياها بأنها “جيفة لا يجوز أكلها”، ومطالباً باستيراد اللحم الحي وذبحه محلياً.

وأكد السنوسي أن المجلس الرئاسي استجاب للمطلب وأصدر قراراً بحظر الاستيراد، “رغم أنه قرار تنفيذي ولا علاقة للرئاسي به”، وفق وصفه. وتوقع الإعلامي أن تؤدي هذه الخطوة إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم محلياً، مما يزيد من معاناة المواطن الليبي.

انتقادات حادة من إعلاميين ومسؤولين

من جانبه، هاجم الإعلامي محمد بعيو المفتي السابق، واتهمه بإصدار فتاوى “حاقدة” تدعو إلى العنف منذ عام 2011. كما وصف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، محمد عمر بعيو، خلال مقابلة تلفزيونية، الغرياني بأنه “شخص خارج التاريخ وخارج الزمن”.

وتعالت التساؤلات حول تناقض مواقف الغرياني، حيث تمت الإشارة إلى فتوى سابقة له تدعو إلى إغلاق الشركة الليبية الأفريقية للمشروبات التي “تعيل أكثر من 1000 أسرة” بحجة مقاطعة منتجات داعمة لإسرائيل، بينما يدافع في الوقت ذاته عن حكومة الدبيبة التي اتهمتها وزيرة الخارجية السابقة، نجلاء المنقوش، بالتطبيع مع الكيان نفسه.

ويبدو أن المشهد في غرب ليبيا يشهد تصاعداً في حدة الخطاب الذي يرفض تدخل رجال الدين في الشأن السياسي والتنفيذي، معتبرين ذلك مساساً بسيادة الدولة ومؤسساتها ومصالح المواطنين الاقتصادية، في وقت لا تزال فيه البلاد غارقة في أزماتها السياسية والأمنية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى