
في أجواء غامرة بالفخر والانتماء، شهدت مدينة بنغازي حدثًا استثنائيًا تمثل في إقامة مباراة كأس الإعمار الدولية بين فريقي إنتر ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، بحضور القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة بالقاسم حفتر، ورئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا المهندس بالقاسم حفتر، وعدد من أعضاء مجلس النواب والوزراء والسفراء العرب والأجانب، إلى جانب حضور شعبي وجماهيري واسع رسم لوحة وطنية مشرفة.
وكان من بين الحاضرين وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الأستاذ خالد السعداوي، الذي أكد في تصريحات له أن هذا الحدث الرياضي العالمي ليس مجرد مباراة، بل هو عنوان لمرحلة جديدة من الوعي الوطني والانفتاح الاقتصادي الذي تشهده ليبيا بقيادة مؤسساتها الوطنية.
بنغازي تستعيد دورها كعاصمة للنهضة والتواصل
أشاد السعداوي بالجهود التي بذلتها الحكومة الليبية وصندوق الإعمار في تنظيم هذا الحدث العالمي قائلاً:
“ما رأيناه الليلة في بنغازي هو تجسيد عملي لقدرة الدولة الليبية على الجمع بين التنمية والرياضة والدبلوماسية العامة، فكل دقيقة في هذا الحدث كانت رسالة ثقة موجهة إلى الداخل والخارج بأن ليبيا عادت دولةً آمنة مستقرة قادرة على تنظيم الفعاليات الدولية بأعلى معايير الجودة.”
وأضاف الوزير أن الملعب الدولي ببنغازي أصبح اليوم أيقونة جديدة تعكس إرادة الإعمار وعمق الرؤية التنموية التي يقودها صندوق التنمية وإعادة الإعمار، مبينًا أن هذا المشروع ليس فقط بنية تحتية رياضية، بل رافعة اقتصادية وسياحية واستثمارية تسهم في إعادة توجيه بوصلة العالم نحو ليبيا الجديدة.
رسالة سلام من بنغازي إلى العالم
وفي حديثه عن البعد الدبلوماسي للمباراة، قال السعداوي:
“كأس الإعمار لم يكن مجرد حدث رياضي، بل جسّد لغة السلام المشتركة التي توحّد الشعوب بعيدًا عن الخلافات السياسية. لقد شاهد العالم أن ليبيا لا تصدر إلا رسائل الحياة والأمل، وأننا نمدّ أيدينا لكل من يريد أن يشاركنا طريق البناء والازدهار.”
وأشار الوزير إلى أن الرياضة أصبحت جزءًا من الاستراتيجية الاتصالية الوطنية التي تهدف إلى إعادة بناء الصورة الذهنية لليبيا على الساحة الدولية، من خلال تقديم محتوى يعبّر عن الاستقرار والريادة والانفتاح.
الاقتصاد في قلب المشهد الرياضي
تحوّلت بنغازي ليلة المباراة إلى عاصمة اقتصادية مصغّرة، إذ ساهم الحدث في تنشيط الحركة الفندقية والتجارية والخدمية داخل المدينة، فضلاً عن فرص العمل التي وفّرها التنظيم لمئات الشباب.
وأكد السعداوي أن هذه التجربة “تُظهر بوضوح أن التنمية لا تنفصل عن الثقافة ولا عن الرياضة، وأن كل استثمار في البنية الرياضية هو في حقيقته استثمار في الإنسان الليبي ومستقبل الأجيال القادمة”.
كما نوه إلى أن الحكومة الليبية تعمل على تحويل بنغازي إلى منصة دائمة لاستضافة المؤتمرات والبطولات والمعارض الدولية، عبر شبكة مشاريع مدروسة يشرف عليها صندوق التنمية وإعادة الإعمار، بهدف تعزيز موقع المدينة في خارطة الاستثمار والسياحة الإقليمية.
السعداوي: نؤمن بقدرة ليبيا على النهوض والتألق
واختتم الوزير حديثه قائلاً:
“ما تحقق الليلة هو ثمرة إصرار وجهد وإيمان بقدرات وطننا. ليبيا اليوم لا تنتظر من العالم أن يمنحها شهادة حياة، فهي تصنع مستقبلها بيديها، وتكتب فصول نهضتها عبر التنمية والإعمار والرياضة. هذه البطولة هي وعدٌ بأن الغد سيكون أكثر إشراقًا، وأن ليبيا ستظل بلد العزة والكرامة والوحدة.”
واعتبر السعداوي أن كأس الإعمار يمثل نقطة تحوّل في الوعي الجمعي الوطني، ومؤشرًا قويًا على عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى البلاد، مشيرًا إلى أن العالم شاهد كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرًا بين الشعوب ونافذة على وجه ليبيا المشرق.
اختتم الحدث بعروض فنية مبهرة وهتافات جماهيرية رفعت العلم الليبي عاليًا في سماء بنغازي، فيما غادر الحضور بقلوب مفعمة بالأمل، مؤمنين بأن ليبيا قادرة على تجاوز التحديات وبناء مستقبل يستحقه شعبها.



