ليبيا

عبدالعزيز الزقم يكتب: واشنطن والإسلام السياسي.. اللعبة الحقيقية خلف البيانات الرسمية

الزقم: القرارات الكبرى تُتخذ بعيدًا عن الأضواء

عبدالعزيز الزقم – ليبيا 24

واشنطن لا تتصرف عشوائيًا، بل تلعب لعبة محسوبة بعناية. ما يُعلن عن الإسلام السياسي أو جماعات مثل “الإخوان” ليس مجرد خطاب أمني، بل أداة ضغط إستراتيجية تُستخدم داخليًا لتلبية خطاب الجمهور و خارجيًا لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية. بعبارة أخرى: السياسة الأمريكية اليوم تُصنع بين السطور، حيث تُستثمر الملفات الدينية والإيديولوجية في خدمة النفوذ والمصالح.

إعلان الإدارة الأمريكية عن نية تصنيف جماعات إسلامية دون تنفيذ فوري ليس ترددًا، بل خطوة مدروسة. الهدف واضح: إبقاء الأطراف الإقليمية في حالة ترقب، وإرسال إشارات دقيقة للعواصم دون الدخول في صراع مباشر. هذه هي لعبة النفوذ بعينها، حيث يُدار الملف الأمني كورقة لتحقيق مصالح أكبر.

هذه السياسة ليست جديدة؛ بل حلقة في سلسلة طويلة من إدارة الولايات المتحدة للتيارات الإسلامية. من مواجهة التنظيمات إلى ضبط التحالفات، تعيد واشنطن تدوير نفس الاستراتيجيات، لكن بذكاء أكبر وتأثير أوسع.

الدرس الأساسي يكمن في الهوامش غير المكتوبة: بين الكلمات الرسمية، يُدار النفوذ الحقيقي، والمبدأ غالبًا يُضحى من أجل المصلحة. مكافحة التطرف قد تُقدم كواجهة، لكن الورقة نفسها تُستخدم لتحقيق أهداف استراتيجية أبعد من مجرد الأمن.

باختصار، لفهم السياسة الأمريكية اليوم، لا يكفي قراءة البيانات الرسمية.

على القارئ أن يراقب الظلال، فالقرارات الكبرى تُتخذ بعيدًا عن الأضواء، وتأثيرها يمتد إلى كل ركن من أركان المنطقة. لعبة واشنطن واضحة: استخدام الإسلام السياسي كورقة نفوذ، والباقي مجرد مسرحية إعلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى