اقتصاد

تراجع أسعار الذهب وسط تفاؤل بمحادثات أميركية صينية

المستثمرون يتخلّون عن الذهب مع تحسّن آفاق التجارة

ليبيا 24
تراجع أسعار الذهب مع تحوّل المستثمرين نحو الأصول الخطرة

شهدت أسواق الذهب العالمية اليوم الإثنين تراجعاً ملحوظاً في الأسعار، مدفوعة بمؤشرات إيجابية صادرة عن جولة جديدة من المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ما دفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب كملاذ آمن لصالح الاستثمارات الأكثر مخاطرة.

انخفاض الأسعار في السوق الفورية والعقود الآجلة

في تداولات اليوم، هبطت أسعار الذهب في السوق الفورية بنسبة 1.4%، ليصل سعر الأونصة إلى 3277.57 دولاراً، فيما انخفضت العقود الأميركية الآجلة بنسبة أكبر بلغت 1.8% لتسجل 3281.40 دولاراً للأونصة. هذا التراجع يأتي بعد أيام من حالة ترقب سادت الأسواق قبيل انطلاق جولة جديدة من المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

تحسّن في العلاقات التجارية يضعف الطلب على الذهب

المؤشرات الإيجابية التي أعقبت المحادثات بين واشنطن وبكين كانت العامل الأساسي وراء هذه الخسائر في أسعار الذهب. فقد أشارت تصريحات صدرت عن الجانبين إلى تقدم ملموس في جهود خفض العجز التجاري الأميركي، كما أُعلن عن إطلاق منتدى جديد للحوار الاقتصادي، ما انعكس على الأسواق بثقة نسبية في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كبير المحللين في “ريلاينس سيكيوريتيز”، جيجار تريفيدي، أوضح في تصريحات لوكالة “رويترز” أن ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي، بعد الترويج لما وصف بـ”الاختراق” في المفاوضات، ساهم في الضغط على أسعار الذهب. وأضاف: “الذهب يتراجع كلما تحسّن المزاج العام في السوق، لأن المستثمرين يبدأون في تفضيل الأصول الأعلى عائداً”.

البيان المشترك المنتظر يعزز التفاؤل

من المقرر أن يصدر اليوم بيان مشترك من جنيف، بحسب نائب رئيس الحكومة الصينية خه لي فنغ، يتضمن ما وصفه بـ”أخبار جيدة للعالم”، بينما أشار نائب وزير التجارة لي تشن قانغ إلى أن الإعلان سيحمل توافقاً مهماً بين الجانبين. ويُتوقع أن يتضمن البيان التزامات مشتركة بخفض التوترات وتوسيع فرص التعاون الاقتصادي، مما يدعم استقرار الأسواق العالمية.

تداعيات سابقة لحرب الرسوم الجمركية

الجدير بالذكر أن البلدين تبادلا فرض رسوم جمركية الشهر الماضي، مما أدخل الاقتصاد العالمي في دوامة من الشكوك، وزاد من التحذيرات بشأن احتمالات دخول العالم في موجة ركود اقتصادي جديد. لكن اللهجة التصالحية الجديدة تعطي إشارات إلى إمكانية تخفيف هذا التصعيد في المستقبل القريب.

قرارات الاحتياطي الفيدرالي تعزز الحذر

وفي سياق متصل، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي على معدلات الفائدة دون تغيير، لكنه أشار إلى تنامي مخاطر التضخم وارتفاع نسب البطالة. هذا التوجه يعزّز عادة من جاذبية الذهب كملاذ آمن، إلا أن تأثيره تراجع في ظل التفاؤل التجاري السائد.

استقرار المعادن الأخرى وسط تقلبات السوق

وفي ما يخص بقية المعادن النفيسة، استقرّت أسعار الفضة في المعاملات الفورية عند 32.70 دولاراً للأونصة. أما البلاتين، فقد سجّل ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3% ليصل إلى 998.04 دولاراً، كما زاد البلاديوم بنسبة 0.4% ليبلغ 979.73 دولاراً للأونصة، وسط تعاملات حذرة يسيطر عليها ترقّب تطورات التجارة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى