عربىليبيا

بلومبيرج: ديون ليبيا تتراكم بعد إيقاف برنامج المقايضة بالنفط

ديون مؤسسة النفط قد تتضاعف 3 مرات بنهاية هذا العام

تواجه ليبيا تصاعداً حاداً في ديونها المستحقة لموردي الوقود العالميين، وسط تحذيرات من أن هذه الديون قد تتضاعف ثلاث مرات بنهاية العام الجاري إذا لم تبدأ الدولة في تسديد التزاماتها المالية، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرج عن مصادر مطلعة.

وقالت الوكالة إن إجمالي المبالغ المتراكمة على المؤسسة الوطنية للنفط، يقترب من مليار دولار، وذلك بعد توقف نظام المقايضة الذي كان يسمح لليبيا بسداد ثمن وارداتها من الوقود الخام مقابل شحنات من النفط، دون الحاجة للدفع النقدي الفوري.

هذا التوقف المفاجئ في نظام المقايضة، الذي كان يشكّل وسيلة فعّالة للتحايل على الأزمات المالية والنقدية في البلاد، ألقى بظلاله الثقيلة على قدرة ليبيا على تأمين منتجات حيوية مثل البنزين ووقود الديزل.

مخاوف من نقص في المنتجات الأساسية

وحذّرت “بلومبيرج” من أن عدم قدرة المؤسسة الوطنية للنفط على الدفع قد يهدد بتوقف إمدادات الوقود المكرر، ما قد يفضي إلى أزمة محروقات داخلية تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين وقطاعات حيوية مثل النقل والكهرباء.

ورغم أن ليبيا تمتلك أكبر احتياطات نفطية مؤكدة في إفريقيا، إلا أنها لا تزال تعتمد بشكل شبه كامل على استيراد الوقود المكرر، نظراً لتردي أو تعطل معظم مصافي التكرير المحلية بسبب الحرب والإهمال المزمن في البنية التحتية.

نظام المقايضة: حل مؤقت توقّف فجأة

خلال السنوات الماضية، استفادت المؤسسة الوطنية للنفط من برنامج مقايضة كانت تُبرم بموجبه صفقات لتوريد الوقود مقابل النفط الخام، مما جنّبها دفع مبالغ نقدية ضخمة، خصوصاً في ظل صعوبات الوصول إلى احتياطيات النقد الأجنبي، وتعقيدات مالية ناجمة عن الانقسام السياسي بين الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، وسلطات موازية في الشرق.

لكن توقف هذا النظام، لأسباب لم يتم الإفصاح عنها بالكامل حتى الآن، أعاد تسليط الضوء على الهشاشة الاقتصادية التي تعاني منها ليبيا رغم ثرواتها الطبيعية الهائلة.

وفي ظل هذا المشهد، تتصاعد الدعوات لإجراء إصلاحات جذرية في قطاع الطاقة، تشمل تحديث المصافي المتوقفة، وزيادة الشفافية في إدارة الموارد النفطية، والعمل على إعادة تفعيل برامج المقايضة أو توفير بدائل مالية موثوقة لضمان استمرار الإمدادات الحيوية.

وتبقى الأزمة مرهونة، في المقام الأول، بالإرادة السياسية وقدرة مؤسسات الدولة على تجاوز الخلافات والانقسام، لتفادي انهيار منظومة الوقود التي تشكل العمود الفقري للحياة اليومية والاقتصاد الوطني في ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى