دولىعربى

ترحيب عربي ودولي واسع بموافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء حرب غزة

مصر: فرصة لإحياء عملية السلام

قوبل إعلان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن موافقتها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، بترحيب واسع من دول عربية وغربية، إلى جانب منظمات دولية، اعتبرت هذه الخطوة تطورًا مهمًا قد يمهّد لإنهاء واحد من أعقد فصول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

حماس تعلن موقفًا جديدًا

في بيان أعلنت “حماس” استعدادها “للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء، وتسليم جثث القتلى”، بموجب المقترح الأميركي الذي طرحه الرئيس ترامب مؤخرًا لإنهاء الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو عام.

وأكدت الحركة “استعدادها للانخراط الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لبحث تفاصيل الخطة”، مشيرة إلى أنها “تقدّر الجهود العربية والإسلامية والدولية، وكذلك جهود الرئيس ترامب”.

كما جدّدت حماس موافقتها على “تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادًا إلى الدعم العربي والإسلامي”. ولفت البيان إلى أن “القضايا الأخرى المتعلقة بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني مرتبطة بموقف وطني جامع، ووفقًا للقوانين والقرارات الدولية”.

رد الفعل المصري

وفي أولى ردود الفعل العربية، أعربت مصر عن ترحيبها بالبيان الصادر عن “حماس”، واعتبرته “فرصة لإحياء عملية السلام وإنهاء عقود من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن القاهرة “ستبذل قصارى جهدها مع الدول العربية والولايات المتحدة والدول الأوروبية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”، داعية كافة الأطراف إلى “الالتزام بخطة ترامب والآليات الأممية وتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار”.

قطر: سنعمل مع مصر وأميركا لضمان إنهاء الحرب

من جانبها، رحّبت دولة قطر بإعلان “حماس”، مؤكدة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماجد الأنصاري، دعمها لمقترح الرئيس ترامب و”استعداد حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن ضمن صيغة التبادل الواردة في الخطة”.

وأوضح الأنصاري أن الدوحة “بدأت العمل مع شركائها في الوساطة، وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، لاستكمال النقاشات حول الخطة وضمان الوصول إلى نهاية للحرب”.

وشدد على أن قطر “تؤيد دعوة الرئيس الأميركي للوقف الفوري لإطلاق النار، بما يتيح الإفراج عن الرهائن ويوقف نزيف الدم في قطاع غزة”.

ترحيب دولي لافت

على الصعيد الدولي، وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس خطة ترامب بأنها “أفضل فرصة لتحقيق السلام”، مضيفًا أن “السلام في غزة وإطلاق سراح الرهائن باتا في متناول اليد”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فاعتبر أن “وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن أصبح ممكنًا” بعد الرد الإيجابي من حماس، داعيًا إلى البناء على هذا التطور لتحقيق تسوية شاملة.

وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن موافقة حماس على خطة السلام الأميركية تمثل “خطوة مهمة إلى الأمام”، مشيدًا بـ”الجهود الدبلوماسية للرئيس ترامب التي جعلتنا أقرب إلى السلام أكثر من أي وقت مضى”.

الأمم المتحدة: خطوة مشجعة

بدورها، وصفت الأمم المتحدة البيان الصادر عن “حماس” بأنه “مشجع”، وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “يرحب باستعداد حماس للإفراج عن الرهائن والانخراط في مفاوضات”، داعيًا جميع الأطراف إلى “اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب المأسوية في غزة”.

تمثل التطورات الأخيرة تحولًا مهمًا في مواقف الأطراف، ويفتح الباب أمام احتمالات جادة لوقف إطلاق النار، بعد شهور طويلة من التصعيد والعنف والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة.

ومع الدعم الإقليمي والدولي المتزايد للمقترح الأميركي، يبقى التحدي الأكبر في قدرة جميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، على الالتزام بمسار تفاوضي جاد يفضي إلى سلام عادل ودائم، يعيد الأمل للشعب الفلسطيني ويضع حدًا للمعاناة المتواصلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى