مسار الإعمار.. مشروع استراتيجي مستقل بميزانيات مخصصة لا تتأثر بتغيّر الحكومات أو التجاذبات السياسية

بخطوات ثابتة، يواصل برنامج الإعمار في برقة وفزان والمنطقة الوسطى التقدّم رغم حملات التشويش المتكررة ومحاولات بثّ الإشاعات حول توقف التمويل أو تعثر الإجراءات.
وقد بات هذا المسار اليوم مشروعًا استراتيجيًا مستقلًا، مدعومًا بميزانيات مخصصة لا ترتبط بتغيّر الحكومات ولا تتأثر بالتجاذبات السياسية، تمامًا كما هو الحال في مسار توحيد المؤسسة العسكرية.
دور محوري للجيش الوطني ومجلس النواب في فرض هيكل مالي وإداري يضمن استمرارية عمل صناديق الإعمار
قوة الدفع الأساسية لهذا المشروع تعود للدور المحوري الذي لعبه القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، مدعومًا بالمستشار عقيلة صالح، في فرض هيكل مالي وإداري يضمن استمرارية عمل صناديق الإعمار وصرف ميزانياتها دون تعطيل.. فقد أُنشئت منظومة تنفيذية محكمة، قادرة على تجاوز البيروقراطية السياسية، ووضع مسار الإعمار في إطار مؤسسي ثابت.
الواقع يشير إلى توسّع متواصل في العقود القابلة للتنفيذ.. فإدارات المشروعات والمهندسون يواصلون توقيع اتفاقيات جديدة في بلدان مختلفة مع شركات عالمية ومحلية، ما يعكس ثقة متزايدة في استدامة هذا البرنامج التنموي طويل المدى.
استعداد لإطلاق حزمة جديدة من المشاريع، تُعد الأكبر منذ بدء الإعمار
وفي الفترة الأخيرة، تحوّلت مشاريع الطرق والكباري والمدارس والمستشفيات من مبادرات استثنائية إلى جزء من خطة روتينية تُستكمل على مراحل متتابعة، كما يجري التحضير لحزمة جديدة من المشاريع، تُعد الأكبر منذ إطلاق خطة الإعمار، تشمل برامج إسكان موجهة لفئة الشباب بشكل مباشر، إلى جانب تطوير البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية في المدن الواقعة ضمن نطاق التأمين العسكري.
المدن التي شملتها الزيارات الميدانية للفريق صدام حفتر، خلال الأشهر الماضية، تستعد هي الأخرى لاستقبال دفعات جديدة من الشركات والمعدات التنفيذية، إيذانًا ببدء مشاريع إضافية لتحسين جودة الخدمات وتطوير البيئة العمرانية.. وتُعرف هذه الجولات في الأوساط المحلية باسم “رحلة الوفاء”، نظرًا لارتباطها بتعهدات مباشرة للأهالي بإيصال التنمية إلى كل منطقة دون استثناء.
ويبدو أن برنامج الإعمار يتجه إلى مرحلة أكثر شمولًا، مع وضع خطط تغطي جميع المناطق المستقرة أمنيًا، والتركيز على مشاريع التنمية المستدامة وخلق فرص العمل الحقيقية، بما يمهّد لمرحلة ازدهار عمراني وخدمي غير مسبوقة.
لقد عانت مناطق برقة وفزان والمنطقة الوسطى، خلال السنوات الماضية، من تدهور كبير في البنية التحتية نتيجة الصراعات المسلحة وتعثر المؤسسات التنفيذية، ما خلق فجوة واسعة في الخدمات الأساسية ورفع سقف المطالب الشعبية.
وفي ظل هذا الوضع، نشأت الحاجة إلى كيان مركزي يُدير ملف الإعمار بعيدًا عن تأثير الحكومات المتعاقبة، وهو ما أدى إلى تأسيس أجهزة وصناديق تنموية تشرف بشكل مباشر على مشاريع الطرق، الكباري، المستشفيات والمدارس.
قطار الإعمار يمثل رؤية شاملة لإعادة بناء المناطق الواقعة تحت تأمين القوات المسلحة وترسيخ الاستقرار
وجاء إطلاق ما يُعرف شعبيًا بـ“قطار الإعمار” ضمن رؤية شاملة لإعادة بناء المناطق الواقعة تحت تأمين القوات المسلحة العربية الليبية، وترسيخ حالة الاستقرار التي بدأت تتشكل في السنوات الأخيرة. وترافقت هذه الجهود مع توسّع في التعاون الخارجي وتوقيع عقود مع شركات دولية ذات خبرات عالية، لضمان تنفيذ مشاريع حديثة وفق معايير هندسية معتمدة.
ويُعد الاستقرار الأمني وتوحيد القرار التنفيذي عنصرين حاسمين في استمرار تدفّق التمويل، حيث تبنّت القيادة العامة ومجلس النواب نهجًا واضحًا يقوم على حماية ميزانيات الإعمار من أي تجميد أو تدخل سياسي، ليغدو المشروع طويل المدى وذا استدامة مؤسسية.
وتكمل الجولات الميدانية للفريق صدام حفتر هذا النهج عبر رسائل طمأنة مستمرة للسكان بأن الإعمار سيصل إلى كل مدينة ومنطقة، وأن الأولوية ستكون لإحياء الخدمات الأساسية وتعزيز التنمية وخلق فرص العمل للشباب، بما يرسّخ مرحلة جديدة عنوانها البناء والاستقرار.



