عربى

سوريا.. توغل إسرائيلي ثالث في القنيطرة يتجاهل مساعي ترامب للتهدئة

بعد وقت قصير من اتصال هاتفي بين نتنياهو وترامب

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثالث توغل لها خلال اليوم ذاته في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا، في خطوة اعتُبرت تجاهلًا واضحًا لمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهدئة الأوضاع بين تل أبيب ودمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن قوة إسرائيلية مكوّنة من أربع آليات عسكرية ودبابتين توغلت في تلة الحمرية الواقعة بين بلدة حضر وقرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي.

ويأتي هذا التحرك بعد وقت قصير من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفق هيئة البث العبرية الرسمية، فإن المكالمة جاءت في إطار مساعٍ أمريكية لاحتواء التوتر، الذي تصاعد عقب عملية توغل إسرائيلية في بلدة بيت جن جنوب سوريا نهاية الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن إصابة ستة جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت باتجاههم.

تصعيد في بيت جن ومجزرة انتقامية

وفجر الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي، ما أدى إلى اشتباك مع الأهالي، نتج عنه إصابة ستة عسكريين إسرائيليين بينهم ثلاثة ضباط. وردّت تل أبيب على ذلك بعدوان جوي وصف بالمجزرة، أسفر عن مقتل 13 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.

توغلان إضافيان وإطلاق نار على منازل المدنيين

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، نفذت القوات الإسرائيلية توغلين منفصلين في ريف القنيطرة، أطلقت خلالهما النار على منازل مدنيين في قرية أبو قبيس، مخلفة حالة من الذعر بين السكان.

ولم تصدر دمشق أي تعليق رسمي على هذه التوغلات، لكنها تستمر في التنديد بانتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، مع التأكيد على التزامها باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، والتي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.

خسائر واسعة في الأراضي الزراعية واعتقالات

وبحسب شكاوى الأهالي، تصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات التوغل الإسرائيلي داخل القنيطرة، وتسببت في تدمير مئات الدونمات من الغابات والأراضي الزراعية، إلى جانب اعتقال مدنيين وإقامة حواجز عسكرية تخضع المارة للتفتيش.

لقاءات أمنية دون نتائج

وخلال الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين في محاولة للتوصل إلى ترتيبات تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة العازلة التي احتلتها في ديسمبر/ كانون الأول 2024. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صرّح في نوفمبر الماضي بأن إسرائيل “ليست على مسار السلام مع سوريا”.

احتلال مستمر منذ 1967

ومنذ حرب يونيو 1967، تسيطر إسرائيل على معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أواخر 2024 لتوسيع نطاق احتلالها وتنفيذ مزيد من التوغلات والغارات التي استهدفت مواقع للجيش السوري ومناطق مدنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى