
ليبيا 24
مصر والجزائر: شراكة إستراتيجية تدعم استقرار ليبيا وتدفع بالتكامل الاقتصادي
القاهرة – في رسالة واضحة تدعم الاستقرار في ليبيا وتؤكد على أولوية الحل السياسي، جددت جمهورية مصر العربية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تأكيدهما على التوافق الكامل بشأن الملف الليبي، مع التشديد على أن حل الأزمة يجب أن ينبثق من الإرادة الحرة للشعب الليبي دون السماح بتدخل أي أجندات خارجية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مع سيفي غريب، الوزير الأول الجزائري، في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بعد ترؤسهما أعمال الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة.
تعزيز التعاون الثنائي
لم يقتصر اللقاء على مناقشة القضايا الإقليمية، بل شهد دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وأشار رئيس الوزراء المصري إلى التوجيهات الصادرة عن القيادتين السياسيتين في البلدين بدفع ملفات التعاون المشترك في العديد من المجالات، مؤكداً على وجود إرادة سياسية رفيعة المستوى لتحقيق ذلك.
ولضمان متابعة تنفيذ الاتفاقيات، أعلن مدبولي عن التوافق على تشكيل مجموعة عمل مشتركة ستتولى مهمة متابعة تنفيذ وتفعيل مختلف مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال الاجتماع، في خطوة عملية تهدف إلى نقل العلاقات إلى آفاق أرحب.
الاقتصاد في صلب الشراكة
وفي الجانب الاقتصادي، سلط رئيس الوزراء المصري الضوء على النمو الملحوظ في حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي ارتفع بنسبة ثمانية عشر بالمئة خلال العام الحالي ليصل إلى مليار دولار. وكشف عن توجيهات القيادتين بضرورة العمل على زيادة هذا الحجم ليصل إلى حوالي خمسة مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، أشار مدبولي إلى عدد من القطاعات ذات الأولوية، مثل الصناعة، والطاقة الجديدة والمتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والزراعة والأمن الغذائي، والنقل والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى الإسكان والتطوير العمراني والسياحة.
رؤية مشتركة للقضايا الإقليمية
إلى جانب الملف الليبي، أكد الجانبان على توافق الرؤى بشأن القضية الفلسطينية، حيث جدداً التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية. كما ناقشا سبل تفعيل خطة مجلس الأمن الدولية التي تركز على الحفاظ على وقف إطلاق النار وبدء مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء المصري بالدور الكبير الذي تلعبه الجزائر خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، معتبراً أنها مثلت حجر زاوية في تبني المواقف الوطنية والعربية.
الجزائر: الشراكة استجابة إستراتيجية
بدوره، أعرب الوزير الأول الجزائري عن ارتياحه للنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة، معتبراً أن تعميق العلاقات بين الجزائر ومصر ليس مجرد تسيير عادي للعلاقات بين بلدين يجمعهما التاريخ والجغرافيا والثقافة، بل هو أيضاً “استجابة إستراتيجية للتحديات الكبيرة التي تعرفها منطقتنا”.
وأكد أن التنسيق والتشاور بين البلدين يشكل أولوية للمساهمة في استعادة السلم والأمن في منطقة تعرف موجة اضطرابات غير مسبوقة، تتطلب إحياء التضامن العربي وتوحيد الصفوف.
خاتمة: نجاح واحد لمستقبل مشترك
في ختام المؤتمر، نقل رئيس الوزراء المصري تحيات الشعب المصري إلى شقيقه الجزائري، موجزاً عمق العلاقة بين البلدين بعبارة مفادها: “نجاح الجزائر هو نجاح لمصر… مثلما نجاح مصر هو نجاح للجزائر”. هذه الكلمات تلخص الروح التي تحكم الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والجزائر، والتي تسعى ليس فقط لتعزيز التعاون الثنائي، بل أيضاً للإسهام في استقرار وتنمية المنطقة بأسرها.



