ميدل إيست أونلاين: عودة التحشيدات العسكرية في طرابلس تنذر بمواجهات جديدة
تحركات عسكرية في طرابلس تهدد باتساع دائرة الصراع
ليبيا 24
سلط موقع “ميدل إيست أونلاين” البريطاني الضوء على التطورات الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس، التي تعيش على وقع تحشيدات عسكرية متسارعة أثارت مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة جديدة.
ويأتي ذلك عقب خطاب شديد اللهجة ألقاه رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة، هدد فيه باستخدام القوة العسكرية ضد خصومه، بمن فيهم جماعات كانت سابقًا حليفة له ضمن الترتيبات الأمنية.
الدبيبة يصعّد ضد جماعات مسلحة ويثير التوتر مجددًا
رغم الجهود الأممية والمحلية لاحتواء التوترات، عاد شبح المواجهة ليخيّم على العاصمة، لا سيما بعد اتهام الدبيبة لمجموعات وصفها بـ”الميليشيات غير النظامية” بالتخطيط لانقلاب باستخدام أسلحة متطورة تتجاوز إمكانيات القوات النظامية.
وأعلن عن نيته إطلاق “حملة أمنية شاملة” إذا لم تلتزم هذه الجماعات بشروط الدولة وخضوعها لسلطة الحكومة المركزية.
التصعيد لم يتأخر، حيث رُصدت تحركات عسكرية ميدانية شملت نشر آليات ثقيلة وتمركز عناصر مسلحة في أحياء حساسة مثل طريق المطار، عين زارة، وصلاح الدين.
هذا ما دفع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إصدار بيان تحذيري، دعت فيه إلى ضبط النفس وسحب القوات المنتشرة فورًا، محذّرة من أن استمرار التصعيد يهدد أمن العاصمة واستقرار البلاد بأكملها.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المطالبات السياسية والشعبية برحيل حكومة الدبيبة، بعد إخفاقها في تنظيم الانتخابات وتدهور الأوضاع المعيشية. ويرى مراقبون أن الخطاب التصعيدي للدبيبة قد يكون محاولة للهروب من الضغوط المتزايدة عليه داخليًا وخارجيًا، عبر خلط الأوراق وتوجيه الأنظار نحو خطر أمني مفترض.
ويحذر حقوقيون من تكرار سيناريو الاشتباكات الدامية السابقة التي شهدتها العاصمة، في ظل ما يعتبرونه تقويضًا لاتفاق سابق بين حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي، قضى بإبعاد التشكيلات المسلحة عن المؤسسات السيادية وتوحيد غرفة العمليات الأمنية.
عودة التحشيدات العسكرية في هذا التوقيت الحرج قد تنسف المسار السياسي الهش، وتجهض آمال الليبيين في انتخابات طال انتظارها، ما يعيد البلاد إلى دائرة الصراع والعنف.



