اشتباكات مسلحة عنيفة بين باكستان وأفغانستان على الحدود
اشتباكات عند أكثر من 5 نقاط حدودية بين باكستان وأفغانستان

اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية،على طول الحدود الفاصلة بين باكستان وأفغانستان، في تصعيد جديد للتوترات الأمنية بين البلدين الجارين، وسط تبادل للاتهامات والضربات العسكرية.
ووفقًا لما أفاد به مسؤولون أمنيون من كلا الجانبين، فإن الاشتباكات اندلعت في أعقاب هجوم شنته حركة طالبان الأفغانية على مواقع عسكرية باكستانية على الشريط الحدودي. وقالت السلطات المحلية في إقليم هلمند الجنوبي إن مقاتلي طالبان تمكنوا من السيطرة على موقعين حدوديين تابعين للجيش الباكستاني، بعد مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
صمت رسمي من إسلام أباد بشأن الغارات على العاصمة الأفغانية
التحرك العسكري من جانب طالبان جاء بعد أيام من غارات جوية نُسبت إلى الجيش الباكستاني، استهدفت العاصمة الأفغانية كابول وإقليم باكتيكا، . ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من إسلام أباد بشأن تنفيذ تلك الغارات، فإن الحكومة الأفغانية – التي تديرها حركة طالبان – توعّدت حينها بالرد على ما وصفته بـ “العدوان السافر على السيادة الأفغانية”.
مصادر أمنية باكستانية، رفضت الكشف عن هويتها، أكدت وقوع اشتباكات في أكثر من خمسة مواقع على طول الحدود، مشيرة إلى أن القوات الباكستانية “تتعامل مع الهجمات بحزم وتردّ بقوة”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول الخسائر البشرية أو المادية.
في المقابل، لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن الجيش الباكستاني يوضح الموقف من الاشتباكات أو يعقّب على الهجوم الذي تبنته طالبان. كما لم تتضح بعد صورة الوضع الميداني بالكامل، في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق الحدودية التي تشهد توتراً مزمناً منذ سنوات.
تصاعد التوتر بين باكستان وأفغانستان وسط غموض في الموقف العسكري
يُشار إلى أن الحدود بين باكستان وأفغانستان، والتي تمتد لأكثر من 2600 كيلومتر، كانت دائمًا منطقة ملتهبة بسبب نشاط الجماعات المسلحة، والاختلافات السياسية والأمنية بين الطرفين. وتدهورت العلاقات بين إسلام أباد وكابول بشكل متسارع منذ عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان عام 2021، حيث تتهم باكستان الحكومة الأفغانية بالسماح لجماعات متشددة – أبرزها “تحريك طالبان باكستان” – باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات عبر الحدود.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد الأخير إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة، في وقت تعاني فيه أفغانستان من أزمة إنسانية خانقة، بينما تواجه باكستان تحديات أمنية واقتصادية متزايدة.
حتى اللحظة، لم ترد معلومات مؤكدة حول عدد القتلى أو المصابين، سواء من القوات الباكستانية أو من جانب طالبان، فيما يبقى الموقف مرشحًا لمزيد من التصعيد ما لم يتم احتواؤه عبر قنوات دبلوماسية فعالة.



