مكبر الصوت يفضح حديث سري بين رئيس إندونيسيا مع ترامب
حديث جانبي بين ترامب وبرابوو يُلتقط بالصدفة في قمة مصر
ليبيا 24
تسبب مكبر صوت مفتوح في إحراج كبير للرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن التقط حديثًا جانبيًا بينهما خلال قمة دولية عُقدت في منتجع شرم الشيخ المصري، خُصصت لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام دولية، فقد دار الحوار غير المقصود بين الزعيمين عقب انتهاء كلمة ترامب أمام المشاركين في القمة، التي جاءت بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ولم يدرك ترامب ولا برابوو أن مكبر الصوت الملحق بالمنصة لا يزال قيد التشغيل، فالتُقطت أصواتهما بوضوح أمام وسائل الإعلام وبعض الحضور.
وخلال الحديث، طلب الرئيس الإندونيسي من ترامب ترتيب لقاء مع إريك ترامب، نجل الرئيس الأمريكي ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترامب، قائلاً: “هل يمكنني مقابلة إريك؟”، ليرد ترامب قائلاً: “سأطلب من إريك الاتصال بك، إنه شاب طيب”. وأضاف مازحًا: “هل أفعل ذلك؟ سأطلب من إريك الاتصال بك”.
ويبدو أن الحوار القصير دار في أجواء غير رسمية، إذ أشار برابوو في بداية الحديث إلى منطقة وصفها بأنها “غير آمنة”، قبل أن يطلب لقاء إريك أو دونالد جونيور، وكلاهما يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترامب، التي تمتلك مصالح تجارية متنوعة تشمل العقارات والفنادق ومشروعات البلوك تشين.
ولم يتضح من التسجيل ما إذا كان النقاش يشير إلى صفقات تجارية محتملة أو مجرد تواصل اجتماعي شخصي، إلا أن التساؤلات ثارت حول دلالة الحديث وتوقيته، خاصة في ظل وجود مشاريع لمؤسسة ترامب في إندونيسيا، من بينها نادٍ للجولف خارج العاصمة جاكرتا.
وقد امتنعت كل من السفارة الإندونيسية في واشنطن والبيت الأبيض عن التعليق على التسجيل أو توضيح ملابساته، بينما اكتفت بعض وسائل الإعلام بالإشارة إلى أن الواقعة “تسلط الضوء على حساسية العلاقات بين السياسة والأعمال”.
من جانب آخر، نقلت تقارير محلية في جاكرتا أن وزارة الخارجية الإندونيسية تتابع الواقعة بهدوء دون إصدار بيان رسمي، في حين عبّر بعض المراقبين عن قلقهم من احتمال أن يُفسَّر الحوار كطلب لتعاون تجاري بين رئيس دولة ومسؤول سابق في الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يسعى فيه الرئيس الإندونيسي إلى تعزيز مكانة بلاده الاقتصادية والدبلوماسية على الساحة الدولية، ما جعل بعض المحللين يربطون الواقعة بمحاولات بناء علاقات شخصية مع شخصيات مؤثرة في عالم المال والسياسة الأمريكية.
وأظهرت الحادثة مجددًا كيف يمكن لخطأ تقني بسيط، مثل نسيان إغلاق مكبر صوت، أن يتحول إلى قضية إعلامية ودبلوماسية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخصيات رفيعة المستوى وحوارات غير معدّة للنشر.



