ليبيا

مظاهرات حاشدة في بنغازي ومدن الشرق تطالب بانتخابات رئاسية عاجلة

دعوات لإجراء الانتخابات تحت إشراف دولي يضمن النزاهة والمصداقية

 شهدت مدينة بنغازي وعدد من مدن الشرق الليبي، موجة واسعة من المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع مطالبة بإنهاء حالة الجمود السياسي التي تستنزف البلاد منذ سنوات.

 امتلأت الساحات بأصوات الشباب وروابط المجتمع المدني وأعيان القبائل، وقد بدت المطالب واحدة مهما اختلفت الخلفيات: انتخابات رئاسية نزيهة تعيد للحياة السياسية مسارها الطبيعي وتعكس إرادة الليبيين.

وجاءت هذه التحت بدعوة من “حراك من أجل الوطن”، وهو الحراك الذي وجد دعمًا واضحًا من الاتحاد العام لطلبة ليبيا. وأوضح المتحدث باسم الحراك، عبد الرحمن بالأعمى، أن المبادرة التي شهدتها بنغازي كانت ثمرةركا تعاون بين النخب الشبابية والطلابية، وأن رئيس الحراك هو في الوقت نفسه رئيس اتحاد الطلبة، ما يعكس حجم المشاركة الشبابية في هذا الحراك واتساع رقعة المطالب التي يحملها.

 الذهاب إلى انتخابات رئاسية شفافة وموثوقة.. مطلب رئيسي

وبحسب بالأعمى، فإن المطلب الرئيس الذي يتوحد حوله هذا الحراك هو الذهاب إلى انتخابات رئاسية شفافة وموثوقة، تُجري تحت إشراف دولي يضمن نزاهتها، وتتيح انتقالًا سياسيًا سليمًا يضع حدًا لحالة الانسداد الطويلة. كما شدد على أن الحراك يرفض بشكل قاطع أي تدخل خارجي في الشأن الليبي، ويرى أن الحل يجب أن ينبع من داخل البلاد ومن إرادة شعبها وحده.

وتخللت المظاهرة كلمات لعدد من الروابط والمكونات الاجتماعية، عبّرت كلها عن دعمها لمطالب المتظاهرين. كما أعلن رئيس مفوضية المجتمع المدني دعمه الكامل للتحرك، مؤكدًا أن المؤسسة تتبنى ذات الدعوة إلى انتخابات عاجلة تعيد فتح الطريق نحو الاستقرار.

وقد رفع المشاركون في المظاهرات شعارات تطالب بتحديد مسار واضح للاستحقاق الانتخابي، ودعوا إلى تجاوز الخلافات بين المؤسسات السياسية، معتبرين أن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمات المتراكمة وتأسيس شرعية جديدة قائمة على الخيار الشعبي.

وتزامنت هذه التحركات الشعبية مع دعوة رئيس مجلس النواب للمفوضية العليا للانتخابات إلى البدء فورًا في تنفيذ القانون الانتخابي، في خطوة رأى فيها كثيرون أنها جاءت متناغمة مع ضغط الشارع ورغبته الملحّة في إنهاء الانسداد.

هكذا، بدت مدن الشرق الليبي، في تلك الليلة، كأنها تستعيد صوتها الجمعي مجددًا. صوت يطالب بإعادة فتح أبواب السياسة عبر الانتخابات، وبإحياء الأمل في مشهد ليبي جديد تتقدم فيه الإرادة الشعبية على كل ما عداها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى